المتولّي الزلباني ..!! 11 مايو 2025
المتولّي الزلباني..!!
هكذا كان يدعي – في القرية – على زماني، كما كان البعض يدعوه : المتولي القربي (نسبة إلى القرب بصيغة الجمع) – فلعله كان ممن يحملون الماء إلى البيوت قبل زمن (عربة السقا).
كان “المتولي الزلباني” ملحقاً بدكان أكبر بقالة في البلد (القرية) بقالة عبد الحافظ، يفعل أي شيء يطلب منه، من حمل صناديق البضائع إلى العناية بالبغلة، كما رأيته يحفر بئراً في المساحة المشتركة بين دارنا ودار عبد الحافظ، وكان يدوس بقدمه على (الكوريك) وهو يتغنى :
أنا عنتره بن شداد
الحديد بُلى، وأنا لم بليت !!
نظرت إليه في صباي الباكر وأنا مندهش للتناقض، فقد كانت تلمع على شاربه بقايا مخاط تثير القرف، فلا أجد علاقة محتملة بين “الزلباني”، وابن شداد !!
مع حركة الزمن ، ونشاط الترجمة عن الأدب الروسي في ستينيات القرن الماضي، وجدت صوراً “للمتولي الزلباني” في أدب “مكسيم جوركي” خاصةً.. في متواليته القصصية بعنوان : ” مخلوقات كانت رجالاً” !! كما أجد له أشباهاً في روايات الكتاب (السوفييت) عامة.
وهكذا يظل المبدأ الذي اقتنعت به صحيحاً، وهو أنه لا شيء ينشأ من لا شيء .. حتى الإنسان خلقه الله من مادة سابقة ، وهي الطين !!
من الراجح أن “الزلباني” الشخص قد مضى لسبيله، ولكن (النوع) – فيما أرى – لا يزال حاضراً، وإن كان يحتاج إلى “مكسيم جوركي ” مصري، ليرسمه، ويستخرج له معنى ..وتجربة!!
أرجو ألاّ يطول الانتظار !!