بعض المسكوت عنه ..!! (1) 20 مايو 2025
بعض المسكوت عنه..!! (1)
مع أن “فن كتابة” السيرة الذاتية، والمذكرات، واليوميات، والوثائق، له مستويات في الافضاء بالحقيقة الموضوعية، فإن أحداً لا يّدعي بأنه “قال كل شيء”!! فالأمر- أولاً وآخراً – رؤية خاصة، ووجهة نظر، وجانب من الحقيقة ذات الأوجه والدوافع .. الخ.
علاقتي بنادي القصة – التي لا أفضل التوسع في التعرض لها – بدأت بفوزي بالجائزة الأولى وميدالية “طه حسين” الذهبية في مسابقة القصة القصيرة سنة (1958)، كنت لا أزال طالباً (بدار العلوم)، وكان عام الوحدة المصرية السورية، وهكذا كان فوزي مضاعفاً، كما كانت فرحتي مضاعفة، غير أني لم أفكر أو أدبر لتجاوز هذه العلاقة الوقتية، وإن كانت أخبار النادي، وهبوط سمعته، وتضاؤل دوره بعد رحيل “يوسف السباعي” مما لا يخفي على أهل العلاقة.
حين عدت إلى مصر وتركت جامعة(الكويت)، وكانت علاقتي الشخصية المباشرة مع “ثروت أباظة”، يمكن أن توصف بأنها جيدة. وفيها قدر من الثقة المتبادلة، وكان “ثروت ” رئيساً للنادي، ولكنه ترك موقعه (ودياً) لثلاثة من صعاليك الحياة الادبية، وقد رأيت بنفسي كيف يعبثون بالنادي، سواء فيمن يدعونهم للمشاركة في نشاطه الثقافي (مساء كل أربعاء) وكيف يتخذون المقر ساتراً للتدخين المجرّم. ومع أن هذا لا يمكن أن يخفى عل “ثروت” ، ودون أن أعرض له، اقترحت عليه أن يسند رياسة النادي إلّى [ وربما كان هذا هو الطلب الوحيد الذي اقترحته لنفسي طوال حياتي العملية] ولكنه رفض بعبارة حاسمه، جارحة ربما، إذ قال لي مواجهة : لا.. رياسة النادي بتاعتي، لا شريك لي !! – ولعله استهول العبارة، فأردف قائلاً . واستغفر الله !!
(وللحديث بقيه)
