لحظة استثنائية!! 19 يونيو2025
لحظة استثنائيه !!
على كثرة من ألاقى من الناس، ومن آلف من الأصدقاء، ومن أعايش من الأهل والأقارب، فإن معايشة النفس – على “انفراد” – مجردة من كل أنواع الستر أو التلوين، قليلة جداً، بل نادرة. مع استبعاد “التمويه” ورفضه بالكامل. على أنني لم أتخيل نفسي قافزاً فوق الحواجز، ولا غائصاً تحت الأمواج، أو متستراً بالظلام مستفيداً من أجواء الهيصة والانفلات.. لم أجد نفسي “متلبساً” بشيء من ذلك على الإطلاق، وهذا ليس من قبيل المدح – فيما أرى – فقد يكون المراوغ أو اللاعب بالأقنعة أعلى ذكاء وقدرة على مجاراة المتغيرات!! ولعل الأقرب إلى طبيعتي – بصرف النظر عن مدى قبولك أو رفضك لهذا – أنني لا أتظاهر ولا أنساق، ولكني – في ذات الوقت – لا أعادي الاختلاف، ولا أندد بالمخالفين، وأميل إلى التوفيق – وليس التلفيق، فالأول يعني اكتشاف مساحات التلاقي، أما التلفيق – فهو مثل (البغل) المستولد من فرس (أنثى الحصان) وحمار، ولهذا فإنه كيان متوقف (لا ينجب).
“التوفيق” وليد قدرة الفكر الانساني على اكتشاف المشترك، والمتشابه الخفي، وقدرة الفكر على تجاوز السطح إلى الأعماق (أو الأصول) التي عندها تلتقي المتناقضات، وتتوافق المختلفات، وتتماهى أوصاف الصواب والخطأ، ففي كل منهما مساحة أو نسبة من الأخر.
مع هذا المدى من “المصالحة العامة” لا أرى أنني اكتسبت كثيراً من الأصدقاء..
أما: لماذا؟ فالجواب عند الطبائع وغرائز مجتمع يتعامل وفق قانون ( أكون أو لا أكون!!) وهذا القانون لم يشغل أية مساحة في عقلي أو تصوري!!