كيف أخشى الفقر ؟! 25يونيو 2025
كيف أخشى الفقر ؟!
كان “عادل عبد الغني” زميلي في مدرسة “جمعية المحافظة على القرآن الكريم” بشارع “السكة القديمة” بالمنصورة، وكان “عادل” بادي الفظاظة والسخرية من الفلاحين (الذين أنتمي إليهم) لدرجة أن نكته الأثيرة : أن فلاحاً نزل المنصورة، وسار في شوارعها فلما سمع “الأذان” – وقول المؤذن : “حيّ على الفلاح”، ظنها : “حلّق على الفلاح !!” فانطلق مذعوراً يهرول في الشارع خوفاً من الملاحقة !!
ومثل هذا تكرر دون أن يعبأ بأثر هذه الأقوال في نفسي .
قررت أن اكتشف عالم هذا الولد الشرس. توصلت إلى عنوان دكان أبيه – كان في الاتجاه الآخر (المعاكس) في المدينة المترامية، غير أنني صممت، ووصلت، وكانت المفاجأة أن وجدت دكاناً في حجم “غرفة تحت السلم”، تتصدره رخامة، عليها أقل من كيلو كنافة شعر، مكومّ في صدر الدكانة البائسة، التي تتصدرها لافته خط عليها : ” كيف أخشى الفقر وأنا عبد الغني” ؟!
سخرت – في نفسي – من كل ما جرى ، ولم أعد أغتاظ من سخافات زميلي بل انصرفت عنه تماماً. لم يبق في الذاكرة غير اسمه !!