ما وراءك .. يا عصام ؟! 2 يوليو 2025
ما وراءك .. يا عصام ؟!
لا يزال هذا الشطر متداولاً إلى زماننا .. وإلى ما شاء الله، وتمام البيت – وهو من قطعة منسوبة إلى الشاعر الجاهلي : “النابغة الذبياني” – وتمام القطعة، [واستدعيها من الذاكرة] :
ألم أقســـم عليك لتخبرَنـّــي أمحمول على النعش الٌهمامُ ؟
فإني لا ألومـــك في دخولـي ولكن ما وراءك يا عصـــامُ ؟
فإن يهلك أبو قابوس يهـلك ربيع الناس والبلـــد الحــرام
ونأخذ بعـده بذنــاب عيـــش أجبّ الظهر ليــس له سنـــام
لقد اتهم الشاعر “النابغة” بأنه قال أبياتاً من الغزل المكشوف في وصف زوجة أميره (النعمان بن المنذر) وتذكر بعض الأخبار أن اسمها : “المتجَردة”، فتوعد الأمير وأرعد، مما حمل الشاعر ” النابغة” على الاختفاء (الهرب) – ولكنه حين علم بأن أميره الأثير قد أنهكه المرض لم يصبر على اختفائه، وسعى إليه في مضجعه، فكانت هذه القطعة الدالة، الكاشفة عن صدق العاطفة بين “النابغة والنعمان”، وهذا المستوى الخلقي – الفني .. من الصدق هو الذي منح هذه القطعة القدرة على مقاومة الفناء، والاستقرار في الواعية الأدبية .. إلى ما شاء الله !!