وما تصنع بالسيف ؟! 8 يوليو 2025

وما تصنع بالسيف ؟! 8 يوليو 2025

وما تصنع بالسيف ؟!
هذه العبارة من بيت شعر قاله الشاعر العباسي ( أبو العتاهية) في هجاء أحد (كبراء عصره)، لا تزال ذاكرتي تحتفظ ببيتين، كما ألقاهما أستاذي(الدكتور محمد عبد العزيز الكفراوي) علينا في الفرقة الثانية بدار العلوم (المنيرة) وكان عائداً لتوّه من بعثته إلى بريطانيا.
وتمام البيتين – كما احتفظت بهما ذاكراتي:
فصنع ما حليت به سيفك خلخالاً
وما تصنع بالسيف إذا لم تك قتالاً ؟!
وقد ناوشني المعنى القائم على تصيّد المفارقة بين المظهر والمخبر، أو الأداة والوظيفة. وحين عدت إلى المصادر المتاحة (راهناً) وجدت فرقاً ليس في جوهر المعنى أو الصياغة، غير أنه نبّه إلى الأثر المباشر والعميق لهذين البيتين فيمن قيلا فيه، بدرجة أنه كان يخجل من نفسه حين يضع سيفه في موضعه من قامته، وتخيل أن كل من يراه على هيئته سيتذكر هذين البيتين وأنه لابد سيتهكم في نفسه من المشهد. وهذا كشف عن عمق التأثر بالشعر عبر العصور.
تستدعي الذاكرة “إضافة شخصية” تخصني، فقد كان “الدكتور الكفراوي” يملي علينا محاضراته مرتجلاً وهو يمشي الهوينا بين صفوفنا، وحدث أن “هربت” منه كلمة، فنتقطها من عندياتي بصوت عال، ولم يجد الدكتور حرجاً في الأخذ بها وإملائها لزملائي ..
رحم الله (الدكتورمحمد عبد العزيز الكفراوي) ، وجزاه خيراً .. أمين.

اترك تعليقاً