نتكلم .. لنهضم!! 2 سبتمبر 2025

نتكلم .. لنهضم!! 2 سبتمبر 2025

نتكلم .. لنهضم !!
لا تزال ذكرى هذا اليوم حاضرة في مخيلتي رغم مرور أكثر من نصف قرن..
كانت جامعة الكويت قد افتتحت حديثاً، واستقدمت لها هيئة تدريس (مصرية في جملتها)
كان من بين الأعضاء ذوي الحضور والفاعلية الدكتور” أحمد الغندور” أستاذ الشريعة الإسلامية.
حدث أن أقام مأدبة غداء حافلة في بيته (بمساكن الجامعة/ حولّي / قرب الدائري الرابع) وكنت أصغر المدعوين عمراً، ودرجة علمية، ومع ذلك، شاركت (بشيء من الحدة) في حوار مثار حول اعتداء إسرائيلي على غزة (التي كانت تحت الإدارة المصرية) – التفت إليّ الجالس بجواري، أو الذي أجلس بجواره وهو أمين عام الجامعة (المصري) وقال هامساً : لا مجال للحدة أو رفع الصوت، إننا نتكلم لنهضم !!
تنبهت إلى حدتي فلزمت الصمت (تقريباً) – غير أني استوعبت معاني كلمته : هل نتكلم – حقاً لنهضم ما أكلناه ؟ – أو أن (الهضم) أحد نتائج الكلام ؟! وكأني نسيت المقولة التراثية : “لكل مقام مقال”، ومقام الكلام على الطعام، أو في سياقه، ينبغي أن يكون هادئاً مسلياً .. أما الأقوال الصادمة فلها سياق آخر ؟! حتى وإن كانت الحرب محتدمة ؟!
لم أنس هذه اللفتة النادرة، وما زلت أعمل بها – قدر الاستطاعة – وأذكر بالخير من أهداها إليّ ..
وأخيراً : هل خبرة الحياة الاجتماعية تتشكل بسياق تراكمي من حلال الممارسة الفعلية؟!

اترك تعليقاً