تكلم.. حتى أراك!! 16 سبتمبر 2025
تكلم.. حتى أراك!!
عبارة منسوبة إلى شيخ الفلاسفة “سقراط”، وقد عبّر التراث العربي بصيغ مختلفة عن أهمية الكلام، وأنه أهم أدوات الكشف عن الخفيّ في الضمائر، مهما كان حرص المتكلم، وقدرته على التلاعب بالأساليب، فقالوا :
المرء مخبوء تحت لسانه !!
كَلْم (جرح) اللسان أنكى (أشد إصابة) من كَلْم السنان !!
وفي القرآن الكريم وصفت الكلمة بالشجرة التي قد تكون طيبة، كما قد تكون خبيثة. والشجرة غرس مثمر، ولا غنى عنه. قد تكون ذات أشواك، ومع هذا لا غنى عنها !!
حين نقرأ التاريخ … وكم من حروب وثورات، ونجاحات، وعثرات بدأت بكلمة، ربما لم تكن مقصودة، ولكنها صادفت هوى، فصنعت حدثاً أو أحداثاً عظيمة!!
وفي زماننا تعددت مصادر الكلام، ووسائل تداوله. كما تعددت أشكاله، وصيغه، وأهدافه المعلنة، والمضرة .. على أن الكلمة (الفنية) تبقى صاحبة امتياز خاص بتكوينها الصوتي، ومأثورها التاريخي، وسياقها، والموقف الذي تنطق فيه.. هذا كله يمنحها تأثيراً مستمراً وتتوالد معطياته، حتى كانت بعض الكلمات بمثابة علامة و حافز لصنع تأثيرات وتحولات عظيمة.. لا نزال نعايش ثمراتها (الحلوة أو المرة) إلى اليوم !!
وهنا نلاحظ أن زمن المعجزات (الإلهية) كشف عن كسر الواقع وتجاوز الممكن (العملي) – غير أن معجزة الإسلام احتفت بالكلمة (القرآن) فكان معجزة محمد (ص) في زمانه، كما في أي زمان !!
و(ربنا يجعل كلامنا خفيف عليكم) !!