مائة المشوار !! 18 سبتمبر 2025
مائة مشوار !!
منذ ليلة أمس عقدت العزم على السفر إلى الفيوم، معتقداً أن الدراسة قد بدأت في الكلية، وأن جدول محاضراتي يطالبني بالمثول!!
لم يكن شيء من هذا التصور صحيحاً. لا أعرف كيف تسرب إلى نفسي هذا الاعتقاد. مع ذلك .. هناك في الكلية. أخذت طريقي إلى حجرة مكتبي في المبنى الساكن إلاّ من حركة الحرس الجامعي، حين رأتني (الفرّاشة) أحضرت القهوة (كالمعتاد)، ونفحتها ما تتوقعه مني (كالمعتاد) وانتظرت حتى تناول سائقي إفطاره في المطعم الذي (اعتاد) ثم استدعيته، ورجعنا إلى المعادي . وأنا قابع في المقعد أتأمل المزارع الخضراء، والصحراء الملونة المألوفة بلا ملل!!
لم أشعر باللاجدوي، فضلاً عن أن أشعر بالضيق، اعتبرت أن أجرة السائق، وإفطاره هناك، ونفحة العاملة التي تعنى بغرفة المكتب، وكأنها واجبات أنا (أو غيري) من واجبه القيام بها..
إن من يتأمل التركيب العملي لأفراد المجتمع وعلاقاتهم المتداخلة، يمكنه أن يفطن إلى ما بين مفرداتها من تكامل (وظيفي) – وكأننا – نحن البشر – في نشاطنا الحركي (الاجتماعي) نقوم بحتمية الحركة والفعل الذي تؤديه الخلايا في نطاق الجسد الانساني، وربما – كما أرى – أن هذا التكامل الرائع أحد دلائل القدرة الإلهية .
سبحان الله الخلاق العليم !!
أما (مائة المشوار) فلها سياق مختلف !!
