في دوحة أبى العلاء ..!! 23 سبتمبر 2025
في دوحة أبى العلاء ..!!
يعرف الباحثون في الفكر والأدب وفنون الإبداع أن بعض الموضوعات (القضايا الفكرية والفنية) وبعض الشخصيات ذات الحضور القوي في مجال الفكر أو الإبداع الفني – تظل قادرة على إثارة الاهتمام لدى الباحثين وعامة المثقفين، مهما تكاثرت الدراسات والاستلهامات المستمدة من إبداعات هؤلاء الأعلام صناّع أمجادنا الفكرية والفنية. ولا يماري مثقف أو مشتغل بالفكر الإنساني واتجاهاته بأن “أبا العلاء المعري” (363هـ – 449هـ) يشغل موقعاً بارزاً في هذا السياق، فقد كان فيلسوفاً، شاعراً، مفكراً، صاحب نظرية، وله رؤية أصيلة في الشعر، كما في قضايا المجتمع، وأسس المعرفة على تنوعها واتجاهاتها .
وقد سبق لي أن تناولت جانباً محدداً (أو محدوداً، إذا شئت) من إبداعات هذا الشاعر الفيلسوف، يتعلق بالغفران، ” رسالة الغفران” التي تركت آثاراً واضحة، وإيجابية، في الفكر الإنساني مهما اختلفت لغاته واتجاهاته، حيث عرض لطبائع الإنسان، وتباين مصائر الأشخاص، وحيرة الاعتقاد، أو قلق الاعتقاد بين المحسوس والمتخيل، والموثوق والمحتمل، وما يخضع للتجريب، وما لا يجاوز إمكانات التأمل.
الغفران، أو “رساله الغفران” لاتزال تثير الأسئلة، وتوحي بالأفكار، وتستفز المتأمل، وهذه خصائص ملازمة للأعمال الكبيرة، الأصيلة، في مختلف الثقافات، واللغات، والعصور..
وقد ساقتني القراءة إلى التعرف على محاولة نقدية مثمرة بقدر ما هي طريفة، تعقب فيها باحث معاصر الأعمال الفنية التي استوحت أو استلهمت “الغفران” ؛؛ وقد اختار الباحث لدراسته العنوان : “أبو العلاء المعري : نسقاً ثقافياً عابراً للأزمنة” – [مقاربة نقدية في السرد الروائي العربي المعاصر]