زخرف !! – 15 أكتوبر 2025
زُخرف !!
من ذكريات قليلة، ترسبت في الوجدان من زمن مدرسة القرية، أن مدرس الرسم كان يعلمنا فن الزخرفة، كأساس أو مقدمة لتعلم رسم المشاهد الحركية . كان يرسم مربعات ذات هيئة أو نسق عام، يلونها بألوان مختلفة، لتعطي إحساساً بالتناسق، والتكامل، والتوازن في ذات الوقت ..
وقد وصف القرآن الكريم الحياة الدنيا بأنها – لبعض البشر – مجرد زخرف، وهذا الزخرف قائم على التناسق الجمالي المفضي إلى أداء وظيفة ، بما يعني أن “الجمال” هدف في تشكيل بنية الحياة، واستكمال الفطرة الإنسانية ..
ولعل هذا التصور (الفلسفي) هو الذي ألهم بعض المتصوفة بأن الله – وكان سبحانه متفرداً بالوجود ولا شيء معه – خلق العالم ليكون مرآة لجماله وجلاله .. فالذات الإلهية مصدر الجمال في الطبيعة، وفي الإنسان (جماعة وفرداً) . أما الوجه الآخر/ النقيض فمن انحراف التكوين، وضلال الرؤية، وسطحية المعرفة، ولهذا قالوا في عبارة سائرة : العجلة من الشيطان !!
الزخرف مظهر، ولكن دلالته نفسية، وعقلية، وتكشف عن اتساق، وتكامل، أو اضطراب وتشتت . وهذا المعنى يمكن ادراكه بقليل من الملاحظة والتأمل، ما بين مستوى رؤية الوجود، وحتى لون رباط العنق أو حزام الفستان ..