في وداع “محمد عبد المطلب” – 26 نوفمبر 2025
في وداع “محمد عبد المطلب”
الأستاذ الدكتور “محمد عبد المطلب”، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة (عين شمس)، لي معه صحبة زمنية تحولت إلى تاريخ، مبتداها “مدرسة جمعية المحافظة على القرآن الكريم” بالسكة القديمة، بالمنصورة سنة 1947 –وكان “عبد المطلب” لا يحفظ “اللوح = المقرر القرآني” – بطريقة جيدة، من ثم يتحمل على كف يده الرقيقة ضربات الشيخ حسن، معلمنا، وكنت أشفق عليه لرهافة تكوينه العضوي. ثم كان فراق السبل !!
مضى زمن ليس بالقصير، والتقينا في الندوات والمؤتمرات، ومع ما حقق من حضور علمي وشهرة نسبية، لم يتغير فيه شيء من رقته، وانخفاض صوته، وبساطة أسلوبه، وعفة لسانه .
قدم “محمد عبد المطلب” للناقد المعاصر تأصيلاً كاشفاً لأوجه من فنون البلاغة التراثية، بعد أن ظن كثيرون أنه لم يعد لهذه البلاغة القديمة من مكان في إضاءة الإبداعات الحديثة، وهذه العملية الكاشفة – بما أصلت من وعي بالتراث تضمن له مقاماً فريداً بين أساتذة هذا العصر .. وما يليه .
مثل هذا العالِم المحترم ، بسيرته، وجهده العلمي، يبقى حاضراً في تاريخ العربية، وفي ذكرى الأساتذة الأجلاء ..