قصيدة : فاروق وفريدة [ في القران الملكي السعيد] – 26 ديسمبر 2019

قصيدة : فاروق وفريدة [ في القران الملكي السعيد] – 26 ديسمبر 2019

الصيد السمين .. من معجم البابطين (7)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
عجائب الزمن .. أم عجائب الإنسان ؟ :
فاروق وفريدة [ في القران الملكي السعيد]
اليــوم يستمع الزمان تـــــرنمي .. في العُرب أو في العُجم دون مترجمِ
من قال “فاروق” وقال ” فريدة” .. سبقــــت معـــــانيـــه لفهـم الأعجـم
ملكٌ وفي الدنيا السنية يحتفي .. ود الملــــوك لـــــه احتفــــاء معظــم
في النيلِ، أو بين الممالك أمــةٌ .. زادت به فـــي المجــــد مجـد مصمم
هشت له الدنيا وبشت واغتدت .. تسعـى كمـا يسعى العظيمُ لأعظمِ
فسما بها للدين حتى كفكفــت .. خيــــلاءها فـــــي صولة المستعصم
الله أكبـــر والمــــؤذن هــــاتفٌ .. يــــدعـــو إلـــــى الفتــــاح يقظة نُوّم
طهرت قلبي بالوضوء طهــــارة .. وسقـــــيت أعـــــوادي بغيـــــر تيمم
وسألت ربي والسماء مضيئـة .. والفجــر يلقـــــانـــي بحســـن تبسم
يا أيها الفـاروق ربــــك باسـطٌ .. للنيـــــل ظــــلك فـي الحمـى بالأنعم
* * *
 شاعر القصيدة :
• محمود محمد سويلم ( بني سويف – مصر1895 – 1965) .
• يذكر ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” أن الشاعر كان يعمل واعظاً، غير أن هذا العمل لا يفسر – منفرداً- نزعته الدينية فيما اقتبسنا من قصيدته . إذ كان فاروق شاباً محبوباً من الشعب المصري، وكان يطلق عليه (الملك الصالح) . فكان ابتهاجه بالزواج الملكي رائعاً !!
• تزوج فاروق من فريدة (عام 1938) ، فعمت الأفراح، والبشائر، والأمل كافة أنحاء مصر. وقد تغير هذا كله بعد عدة سنوات من زواجه، إذ فاحت روائح الانحراف الأخلاقي، والفساد السياسي على السواء . مما مهد لتقبل انقلاب الجيش عليه عام (1952بقيادة محمد نجيب)، وهو الانقلاب الذي تحول إلى ثورة شعبية.
• هل كان فاروق أهلاً لهذا المديح، وهل كان الشاعر مقتنعاً بأن مليكه يستحق هذا المديح المغلف بأجواء دينية وروحية ؟ أم أن هذا يصدر عن رؤية شاعر لا يتأمل الواقع بقدر ما يستلهم ما يتمناه . فقديماً قال أبو تمام :
ولا خلال سنها الشعر ما درى .. بغاة الندى من أين تؤتى المكارمُ
• الشخصية الإنسانية – كما نراها – لها طابع (جيولوجي) مثل الأرض التي نعيش عليها ؛ تتكون من طبقات، قد تتوافق وقد تتناقض، ومن قبل قال شوقي :
ويختلف الــدهر حتى يبيـ .. ـن رعاة العهود وخُــوانها
• القصيدة من بحر (الكامل) ، وهي في (18بيتا) ختامها :
إن لم أغرد في السماء، فكيف لي .. أن أسمع الفاروق لحن الموسمِ
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد العشرون – ص36 .

اترك تعليقاً