اسم الكتـــــاب : أقنعة التاريخ : قراءة مسرحية – 14 مايو 2018
بطاقة الكتاب الرابع والخمسين
اسم الكتـــــاب : أقنعة التاريخ : قراءة مسرحية .
النشـــــــــــــر : الهيئة المصرية العامة للكتاب – 2007 .
عدد الصفحات : 277 صفحة من القطع المتوسط .
حول التجربة
قد يثير عنوان هذا الكتاب قدرا من الرغبة في التأمل ، إذ يربط بين فن المسرح والتاريخ ، أو بالتحديد : يعد الإبداع المسرحي بمثابة أقنعة للتاريخ .. تاريخ الحضارات ، تاريخ البطولات ، تاريخ المجتمعات ، تاريخ الأفراد ، وفق نسق بنائي محدد . بعض مادة هذا الكتاب سبق نشرها في شكل دراسات ومقالات صغيرة ، شعرت بأحقيتها في أن تأخذ أماكنها في كتاب يحفظ كينونتها .
ولأن فن المسرح لم يدخل في مناهج أقسام اللغة العربية (التقليدية) إلا حديثا جداً ، اخترت لمقدمته عنوان : “أوراق اعتماد” ، وهو أليق من المصطلح الشائع بالنسبة لي ، على أنني مارست فن كتابة المسرحية مرتين : كتبت مسرحية (حادثة خط الاستواء) مستهديا أسطورة “حي بن يقظان” ، مخالفا في نهايتها بما يتفق والرؤية التي انطلقت منها ، وهي أن الطهارة ، والنزاهة ليست في الابتعاد عن الناس – ليست في العزلة – وإنما في مقاومة الهوى ، وأنت تعيش حياتك المألوفة بين البشر ، وقد نشرت هذه المسرحية مرتين : في سورية (اتحاد الكتاب العرب) ، وفي مصر (دار قباء) ، ومن بعدها كتبت مسرحية : (وقف عزتلو) وفي استوحيت تلك الفترة المتأخرة من حكم السادات ، إذ هجم على مصر عدد من الأفاقين ، يدعون ملكية أراض ومؤسسات كانت لآبائهم في العهد الملكي ، وقد اتيح لبعضهم أن يسترد ما زعم أنه كان يملكه . أما نشاطي في القراءة المسرحية ، والنقد المسرحي ، فهو مذكور تدل عليه البحوث المجموعة في هذا الكتاب ، وأذكر أنه حين تحول المعهد المتوسط للمسرح في الكويت إلى معهد عالٍ ، بعمادة الأستاذ سعيد خطاب – رحمه الله – فإنه اختارني ، وأنا بدرجة أستاذ مساعد بآداب الكويت لتدريس مادة (الكتابة الدرامية) . وأبديت له عجبي عن اختياره لي مع وجود الدكتور علي الراعي في نفس الجامعة ، فقال : من الخطأ أن تعتمد على شخص واحد ، حتى لو كان علي الراعي !! وأنت شاب مجتهد ، وستكون وفيا للمادة أكثر مما هو يستطيع !! وقمت بواجبي التدريسي ، فازدادت علاقتي العلمية بفنون المسرح : عصوره ، مدارسه ، مذاهبه ، أعلامه ، غرائب أنواعه .. إلخ . بعد مقدمة تأسيسية في الفصل الأول حاولت أن تضيء العناصر الأساسية التي يقوم عليها بناء المسرحية – أية مسرحية – لتكون بمثابة ميزان ، وتأصيل أمام المبتدئ في دراسة النقد المسرحي .
تعددت فصول الكتاب ، وتماوجت بين الشعري والنثري ، وتنقلت بين التجارب الكبرى في الأدب الغربي ، وفي الأدب العربي ، واستعرضت أهم مؤلفات المسرح ، التي صنعها نقادنا : محمد مندور – رشاد رشدي – عبد العزيز حمودة – نهاد صليحة ، وغيرهم . وكان الفصل الأخير عن مسرحيات مصرية مختارة ، وإجراء نقد مقارن على فكرتها وتشكيلها ، كما في مسرح : أحمد شوقي ، وتوفيق الحكيم ، وصلاح عبد الصبور ، وأبو العلا السلاموني ، ومحفوظ عبد الرحمن . تُرى هل استطعت أن أضيف ولو ضوءاً صغيرا في محراب هذا الفن العريق ؟ .