اسم الكتــاب : قراءة إسلامية في قصص محمد عبد الحليم عبدالله – 12 فبراير 2018
بطاقة الكتاب الحادي والأربعين
اسم الكتـــــاب : قراءة إسلامية في قصص محمد عبد الحليم عبدالله .
النشـــــــــــــر : مكتبة مصر – القاهرة 1996 .
عدد الصفحات : 92 صفحة من القطع الصغير .
حول التجربة
لهذا الكتاب ذكرى عزيزة ، فقد وجهت إليّ دعوة لحضور مؤتمر “الأدب الإسلامي” بالمدينة المنورة (1981) ، ولم يكن مطلوبا مني كتابة بحث ، غير أني وجدتها فرصة لأن تكون مشاركتي إيجابية ، وعملية ، فأجريت هذه الدراسة عن عدد من قصص ذلك الأديب العزيز على نفسي ، أول من تلقاني ، ووجهني في صناعة الأدب ، وكنت لا أزال طالبا بالمنصورة ، وقد أحسن لقائي مرة أخرى ، حين سعيت إليه ، بالمجمع اللغوي بالقاهرة (يوم الأربعاء 3 يوليو 1956) – كنت – بتأثير من موجة “نجيب محفوظ” العاتية ، قد شغلت – نسبيا- عن أدب عبد الحليم ، فوجدت في هذا المؤتمر فرصة لتصحيح موقفي ، وإظهار الاعتذار العملي الواجب نحو كاتب لم أحمل له غير الحب والوفاء والتقدير ، فكانت هذه الدراسة التي استخدمت أسلوب الإحصاء : فاستخرجت من إبداعاته ما سطر في سياقاتها من آيات القرآن الكريم ، بلفظها ، أو بمعناها ، وما استخدم كذلك من الحديث الشريف بنصه أو بمعناه . فكانت هذه الصفحات القلائل ، التي يمكن أن تعد بمثابة امتداد (نوعي) بعد كتاب ” الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ” ، من حيث اقتصارها على تلمس المحور الأخلاقي ، وتجلياته في كتابات نجيب محفوظ ، ثم عبد الحليم عبدالله .
من المؤسف أن محاور التعصب ونزعة القبيلة التي تدعى (الشللية) لم تعط دراستي عن إسلاميات نجيب محفوظ حقها المنهجي المنصف ، الباحث عن الحقيقة ، وكأنما كان يكفي في إبطال هذا الجهد العلمي من وجهة نظر التكتل الشللي في الحياة الثقافية المصرية ، أن يقول كبيرهم أو صغيرهم : هذه دراسة “تستنطق” النص ولا تبحث في جمالياته !! وهكذا تناقلت مجالس النقد حكاية “الاستنطاق” هذه زمنا ليس بالقصير ، ولكن شاء الله أن تصدر دراسات نقدية أقرب إلى الإنصاف (الحياد العلمي) فرأت أن الكشف عن نوازع الأفكار وتبادل السياقات ، وتجدد الرؤى ، والتحرر من مجاراة الأقوال الشائعة ، بالكشف عن الرؤية المختلفة ، أو المخالفة … هذا النوع من الدراسة المنهجية لا يعد “استنطاقا” للنص ، بقدر ما هو كشف عن أوجه المخالفة التي ترصد التيارات التحتية عند الكاتب ، وهي عادة مناقضة للتيارات السطحية .
بعد زمن – لم يكن طويلا – انصرف النقاد عن البنيوية ، أو كثرتهم ، وتطلعوا إلى موجة جديدة قادمة من أوروبا وأمريكا ، مناقضة للبنيوية ، ولهذا أطلق عليها “التفكيكية” ، وقد وجه هذا النهج المستحدث اهتمام النقد والتحليل إلى المسكوت عنه، والمغطى ، والخفي ، ودلالة النقيض … إلخ . وعُد ذلك تجديدا حداثيا تخفق به أعلام جاك دريدا ، وبول دي مان ورهطهما ، فإذا قرأت محاولتي مع نجيب محفوظ ، ومع عبد الحليم عبدالله لن تجدني بعيدا عن ثوابت التفكيكية ، وجوهر دعواتها … ولكن زامر الحي لا يطرب، إلا أن يكون عضوا في عصابة النقاد المعتمدة رسميا !