اسم الكتاب : الريف في الرواية العربية – 4 ديسمبر 2017

اسم الكتاب : الريف في الرواية العربية – 4 ديسمبر 2017

بطاقة الكتاب الحادي والثلاثين
اسم الكتـــــاب : الريف في الرواية العربية
النشـــــــــــــر : عالم المعرفة – الكويت 1989 .
عدد الصفحات : 342صفحة من القطع المتوسط
حول التجربة
سبق أن ذكرت (اعترفت) أن رسالة الماجستير بعنوان : “الريف في القصة المصرية” لم ترق لي (منهجيا) فلم أعمل على نشرها ، غير أن “موضوع الريف” لم يبارح ضميري ، لم يغادر مساحة الشوق والحنين ، الذي أكنه لطبائع حياتي المبكرة وطبيعتها ، وقد ظل الموضوع في حالة من السبات ، إلى أن عُدت إلى مصر ، فتخفف الشعور بتلاحق موضوعات الأدب الكويتي والخليجي ، واستعلى الشغف بالريف ، ولكنه – في هذه المرة – الريف على امتداد الأرض العربية ، من ثم تنبسط الرقع لتتسع إلى مزيد من الروايات ، ومزيد من المقارنات ، ورغبة – لا تزال تحوك في صدر جيلي (جيل عبد الناصر) لتأكيد أواصر الوحدة العربية . من هنا كان العنوان ، وكان الطرح التحليلي النقدي ، لثمان وخمسين رواية عربية ، اتخذت من البيئة الريفية مجالا لأحداثها ، ولناسها ، وما تحمل من سمات مرحلتها ، وإحباطات مستقبلها – وهو الغالب ، وآمالها الشحيحة .
محتوى هذا الكتاب مقسم في ثمانية فصول ، حاولت أن تستوعب هذا النمط من الروايات ، من خلال تقارب الشبه في الموضوع ، أو في الشخصيات المؤثرة ، باستثناء فصلين ، أحدهما عن الرواية الفلسطينية (الفصل السابع) بعنوان : “فلسطين ..الأرض والريف” ، وفيها عرضت لرمز الأرض عبر روايات : اميل حبيبي، ورشاد أبو شاور ، ووليد أبو بكر ، وعلي حسين خلف ، ويحيى يخلُف ، وسحر خليفة ، وكان السؤال الحائر المثير ، الذي يتردد في طوايا أحداث هذه الروايات تساؤل إحدى الشخصيات : لماذا خلقني الله فلسطينيا ؟!
أما الفصل الثامن –الأخير- فقد استأثرت به صورة الريف السوداني الخاصة ، كما نجدها في روايات : الطيب صالح صاحب الريادة ، المؤسس ، كما نجدها في رواية عمر الحميدي ، بعنوان :”جزيرة العوض” وهي تعرض لسودان كل العصور ، ورواية :”أحزان النهر والغابة” التي كتبها مكي محمد علي (عام1981) وقد جسدت الصورة (المحتملة) لانفصال جنوب السودان عن شماله ، رمزت للشمال بالنهر ، وللجنوب بالغابة ، ومع هذا فإنها رواية متفائلة ، ترى أن الحوار سيؤدي بالضرورة إلى إعادة التوحد في سودان ممتد ومتآلف .
وبصفة عامة يمكن القول بأن قواسم مشتركة تكاد تهيمن على هذا النوع من الروايات ، سواء في علاقة الريف بالمدينة ، وعلاقة الريف بالبادية ، وعلاقة الريف بالبيئة البحرية ، فالريف هو الريف ، المعتز بنفسه ، والآمل في التغيير ، الضائق بهيمنة المدينة ، والحالم –في نفس الوقت- بالترقي إليها . على أن زمن “الاشتراكية” شكل حلما لدى عدد من كُتاب الرواية الريفية – إن صح التعبير – في مصر وتونس خاصة . أما الرواية الفلسطينية – مهما اختلف موضوعها- فإن معناها مستقر في رمز “الأرض” ، وهذا المرتكز هو الذي منحها خصوصيتها التي استوجبت بها أن تستقل بفصل خاص ، في حين كان بهاء الصورة التي رسمتها روايات الطيب صالح وغرابتها ، هي الباعث على استئثار الرواية السودانية بفصل مستقل .

اترك تعليقاً