العنـــــــــــوان : الحركة الأدبية والفكرية في الكويت – 17 يوليو 2017
بطاقة الكتاب الحادي عشر
العنـــــــــــوان : الحركة الأدبية والفكرية في الكويت .
النشـــــــــــــر : الطبعة الأولى : رابطة أدباء الكويت 1974 – الطبعة الثانية : رابطة أداء الكويت 2014 .
عدد الصفحات : 782 صفحة – قطع متوسط .
حول التجربة
حين بدأت تلمس الطريق إلى المعرفة بالأدب الكويتي في السنوات الأولى من إقامتي بها ، والتعرف إلى أدبائها ، كانت الآثار الإبداعية (الروايات ، ومجموعات القصص ، والدواوين) قليلة جدا ، أما دراسات تاريخ الأدب (الكويتي) فكانت معدومة تماماً ، لا تجد بين يديك غير بضع صفحات تعريفية ألحقها المؤرخ الكويتي الشيخ عبد العزيز الرشيد بكتابه : “تاريخ الكويت” ، وتقف عند أربعينيات القرن الماضي (حقبة ما قبل النفط) ، ثم كتاب : “أيام الكويت” الذي ألفه الشيخ أحمد الشرباصي (الأزهري المصري ، ألفه زمن إعارته للعمل بالكويت ، وطبع عام1953) ولا يتجاوز محتواه تسجيل بعض الذكريات وطرائف المجالس الأدبية ، وقليل من الأشعار . من ثم كانت المساحة شاغرة تماماً لاستقبال كتابي ، وقد أنجزته بحرارة وحب (للمعرفة) وإصرار على أن يكون هذا الكتاب مؤسسا لمنهج ورؤية في طرح قضايا وتصورات الأدب الكويتي ، وأغلب ظني أن هذا الهدف لا يزال ساريا مؤثرا إلى اليوم ، مع كل التقدير لجهود الباحثين الكويتيين ، الذين نشطوا بعد ذلك سواءٌ منهم من أشار إلى كتابي وأبدى نحوه اعترافا -ولو ضمنيا- بالقيمة ، ومن تجاهله ، وكأنه لم يوجد ، أو أنه مجرد كتاب من الكتب !
أنجزت مادة “الحركة الأدبية والفكرية في الكويت” قبل طبع “الكشاف: الصحافة الكويتية في ربع قرن” ، وإن كان معتمداً على المادة الغزيرة المتنوعة التي حصلت عليها من صحافة الكويت . لم يكن التصوير السريع معروفا ، بما يعني أنني كنت أقوم بنقل النصوص ، وتدوين الأخبار بيدي ، على بطاقات صغيرة أو كبيرة – حسب المادة- بما أغراني –في النهاية- بألا أتوقف عند استهلاك المواد التي حصلتها في (مجرد فهرس) فهي في غزارتها وتنوعها قادرة على تشكيل مادة كتاب ينتمي إلى تاريخ الأدب ، ويقدم صورة على قدر من البسط والتفصيل ، والتدقيق ، وتثبيت المسافات والمساحات والعلاقات بين الأعمال الأدبية بدقة علمية واجبة . وقد كان !!
تقدمت بمادة الكتاب إلى رابطة الأدباء في الكويت ، هي وحدها القادرة على تحمل نفقات طباعة عمل بهذا الحجم ، فضلا عن أنه يخصها قبل غيرها ، وبالفعل عقد مجلس إدارة الرابطة جلسة لمناقشة المخطوط ، فتحمس له خريجو جامعة الكويت الذين سبق أن درست لهم ، كما وقف الشاعر أحمد السقاف (أمين عام الرابطة) مع الكتاب ، في حين عارضه أديب ، لعله كان يتطلع إلى أن يكون السابق إلى المحاولة ( ربما) ففوجئ بما لم يتوقع ، وظل هذا الأديب يجري في مضمار التأليف عن الكويت ، (وتجاهل) كل ما أكتب حتى نهاية حياته ، ولكني –أعترف- بأنني لم أحمل له حقداً ، ولم أتجاهل له أثراً ، بل أشدت بشعره وبحوثه ، واحتفيت به ، وبأسرته في بيتي بالمعادي ، ولكنه لم يغير شيئا مما أضمر عليه صدره !! أما الأستاذ عبدالله الأنصاري فقد اعترض على كتابي ، واصفا له بأنه مجرد “لملمة” !! وقد آذاني هذا الوصف جداً ، وأوشكت أن أسحب كتابي ، وانصرف عن الموضوع ، لولا أن بعض أهل الفطنة أزال عن خاطري أن وصف اللملمة يعد إهانة ، فهذه الكلمة – بالمصري- تعني التلفيق وعدم العناية ، ولكنها في الاستخدام الكويتي تعني الإكثار من المعلومات والنصوص المنقولة ، فلم يدرك الأستاذ أن هذا حظ المحاولات المبكرة التي عليها أن تخط طريقا صعبا بين التوثيق ، والبناء ، والتحليل ، وإني لأرجو أن أكون قد حققت هذا الهدف .
( من غير مناسبة : كل ما حصلت عليه في مقابل الطبعة الأولى خمسمائة دينار – وما حصلت عليه من الطبعة الثانية بعد أربعين عاما 750 دينارا [ بسعر أيامها وليس بسعر اليوم ] !! ) .