قصيدة : شك الهوى – 31 مايو 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين 106
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
العشق الفلسفي !!
من قصيدة : شك الهوى
ويح نفــسي، لقــد أضعـت الحنانا .. ونهـــى أبتلــــي بــه الحـدثانا
كــنت حياً بكــل شــــيء جميــــلٍ .. أحســـب الصدق يملأ الأكوانا
كــنت حياً، فصـــرت ميتـــاً كحيٍ .. ناسجـــاً مــن عواطفي أكفـانا
* * *
آه يا قطعــــة الفــــؤاد، لأنـــــت النـ .. نصف منـــي، منضــراً نديانا
نحــن حــبٌ، والله حــبٌ، فـــــإن الـ .. ـله، بالحب يحكـــم الإيمــانـا
صدقك الصدق في الكيــان، وكذْب .. منك كِــذب يزعـــزع الأركــانا
أنــت غــــذيت مهجتــي بشكـــوكِ .. هــي مـــوت يعـــود آناً ، فآنا
شبهــــات أرادهــــا العقـــل حسـا .. والهــوى منــك زادهـا كتمانا
فلمـــن ألتجـــي، ولـي منك خصمٌ .. كبــرياء تمــيت فيــك الحنـانا
* * *
كل شيء قد صار عندي افتراضاً .. لخيال في الشك أرخى العِنانا
………….
* * *
شاعر القصيدة : فليكس فارس (1882 – 1939) ولد في لبنان ، وتوفي في مصر، وعاش في لبنان ، وسورية ، والولايات المتحدة الأمريكية ، ومصر .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في (17 بيتا) ، وهي من بحر (الخفيف) .
• فليكس فارس كان مثقفاً شديد الحضور بأفكاره العصرية ، وعواطفه المتسامحة ، وثقافته – التي حصل أكثرها بجهده الخاص- التقدمية العميقة .
• تستبقى الذاكرة الثقافية من جهد فليكس فارس ، ترجمته – إبان إقامته بالإسكندرية – لكتاب : “هكذا تكلم زرادشت” للفيلسوف الألماني نيتشه ، وتعد هذه الترجمة وثيقة مهمة في عرض فلسفة التفوق ، والتعاظم لدى الفيلسوف المبشر بالنازية . كما تعد مقدمة فليكس فارس التي تصدرت ترجمته ، بمثابة نقد عميق لفلسفة القوة المستعلية المجردة من الإيمان والعاطفة الإنسانية التي اعتنقها نيتشه .
• في القصيدة – وهي قصيدة حب – يستدعي مبدأ الشك [ وله أساس فلسفي] وهو طبيعي أو محتمل في حالات العشق ، غير أن شاعرنا أبدع تشقيقات الشك وتجلياته، وأعاد إليه حيوية عاطفة الحب ، وما تنطوي عليه من عذاب جميل .
• كما ظهرت في القصيدة نزعته المتسامحة ، المستقرة على قاعدة ديانته المسيحية، وبخاصة في هذا البيت :
نحــن حــبٌ، والله حــبٌ، فـإن الـ ـله، بالحب يحكـــم الإيمـــانـا
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع عشر – ص 576.