قصيدة : حنين – 4 أكتوبر 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (120)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
ما بين المديح والغزل ..
حَنين
يا شوف بلّغ إلى جيـــران ذي سلــم .. ســـلام صـــبٍ سليــم الهـــم والألـــمِ
واستمطرن من ندى ألطافهم شبِمــاً .. يطفي لظى لاعج في القلـب مضطرمِ
وقل لهــم أرسلـــوا طيفـــاً فطيفهــمُ .. روح المحبيــــن يحيـــي مــيت النسَمِ
من لي به وسهـــادي ظـــل يمنعـــه .. أو بالكـــرى وهــــو مــــدفوعٌ ببينهمِ
لولاهـــمُ مــــا كـــلأت الليـــل مكتئباً .. أرعى النجـــوم حليـف الوجدِ والسَقَمِ
ولا جرى دمع عيني كالعقيــق على .. ذكر العقيــــق وذكــــر البـــان والعلَمِ
لولا اضطراب فؤادي من مياسمهـم .. ما زاده خــفقـــانـــاً بــــارق الظُلَــــمِ
ولا صبا القلب أو هاج البكا وصبـــاً .. إن هــب ريــحٌ جرت من رقمتي إضمِ
يا لائمي وشراب الحـــب أسكـــرني .. لو ذقـــت لـــذة كـــأس الحــب لم تلُمِ
ألست تعلم أن العـــزل في مهــج الـ .. ـعشاق يفعــل فعـــل الزيت في الضرَمِ
أعان شوقي جوىً قد شب في كبدي .. وخانني في الهوى صبري ومعتزمي
هوى سرى في دمي قدماً فلا عجب .. إن ضن عيني بدمعي وهو عين دمي
………………..
* * *
شاعر القصيدة : أحمد عبد القادر الكوكني (1855 – 1902)، ولد في مدينة (بومباي) بالهند ، وفيها توفي ، وترجع أصوله إلى أسرة عربية هاجرت إلى الهند، والنسبة في (الكوكني) إلى المنطقة على ساحل بحر الهند .
•القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 18بيتاً) ، وهي من ( بحر البسيط ) .
•أفادت القصيدة –إفادة واضحة – من مفردات، وتراكيب، وصور “بردة البوصيري” وليس من احتمال لإطلاعه على (نهج البردة لشوقي) التي نشرت عام 1910 .
•الفضل في الكشف عن نتاج هذا الشاعر لمعجم البابطين، الذي أورد له أربع قصائد مختلفة التوجهات ، وإن غلب على لغته وصوره الطابع التراثي الإسلامي .
•عنوان القصيدة (حنين)؛ وهو عنوان مطلق، وكذلك ينداح المعنى في القصيدة، بما يتسع لأن يكون هذا الحنين للحب، أو للتوبة، أو لشخص الرسول، أو للعقيدة الإسلامية، والاحتمالات مفتوحة .
•تتسم لغة القصيدة في ألفاظها وبلاغتها بمحاكاة المعجم العربي التراثي في المديح وفي الغزل، وبينهما اتصال يستحق أن نُعنى به، فالمديح الحق درب من الغزل بالممدوح، وكذلك العكس .
•في القصيدة مقابلات ومفارقات، واقتباسات تراثية جديرة بالتأمل، ولا يصعب الاهتداء إليها .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثاني – ص765 .