قصيدة : يا غارة الله – 1 نوفمبر 2021

قصيدة : يا غارة الله – 1 نوفمبر 2021

الصيد السمين .. من معجم البابطين (123)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
ما أشبه الليلة بالبارحة !!
يا غارة الله
يا أمة العُرْب والإســـلام قاطبةً .. هُبـــوا، فقـــد طال هذا النوم والسأمُ
إن العدو لكم ابدى نــــواجــــذه .. وكالبتــــه عليكــــم بــــالعـِدا أمـــــمُ
إن العدو عدو الكــل، فانتبهــوا .. سِيـــــان فيـــــه لديه العُرب والعجمُ
وزلزل الغرب زلــزالاً فما ثبتت .. ولا استقــــرت علــــى رأي له قــدمُ
طوراً أهابوا بأسطـــول يهـددنا .. وتـــــارة بجيــــوش نـــــالها العــدمُ
إن المخطط لا يُعفي ديـاركمـــو .. فقــــد تســـاوى لــديه الحِلُ والحرمُ
لما رأوا (فهد) قد ابدى مبادرةً .. يرضى بها الغرب والأعرابُ والعجمُ
كمثل صاعقةٍ حلـــت بعقـــوتهم .. ففارقتهــــم بها الأعـــراف والقيـــمُ
أبدوا مخالفة هوجاء مغـــرضة .. لا يستقـــر علــــى حــــقٍ لهـــا قــدمُ
تحالفوا ضدنا والله ناصــــرنـــا .. فالظلـــم ظلــمٌ وإن طــــالت به الديمُ
“ريجان” أعلنها فيكم مجـاهرة .. و”بيجن” السوء يضريها فتضطرم
هما شريكان لم يشركهما أحـــدٌ .. إلا أبــــو مــــرة فـــالشــــر مقتســمُ
………….                                                    
* * *
شاعر القصيدة : أحمد يوسف الجابر (1903 – 1992) شاعر من قطر ، عاش في الدوحة ، وفيها قضى حياته ، وفي ثراها ثوى .
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ( 26 بيتاً ) ، وهي من ( بحر البسيط ) .
• هذه القصيدة تؤصل دلالة العبارة المتداولة تراثاً وحاضراً : “الشعر ديوان العرب” ففيها يتكشف موقف مواطن قطري/قومي ، يحتضن في ضميره آمال أمته ، فيستهل قصيدته بعنوان يدعو فيه (غارة الله ) أن تمحق أعداء أمته .
• القصيدة ذات طابع تقليدي، وأهم ما تنطوي عليه مغزاها القومي ، وتأريخها لحدث معروف هو (مبادرة الملك فهد) ، وبصرف النظر عن الأسس التي قامت عليها المبادرة ، وصداها لدى الأقطار العربية؛ فإن هذه القصيدة تسجل الحدث ، وترصد أصداءه بما يجعل من الشعر قطعة حية من مجريات التاريخ العربي .
• في القصيدة خصائص البناء التقليدي؛ إذ تبدأ بالنداء (يا أمة العُرب والإسلام قاطبةَ) غير أنه يضطره الوزن أن يعبر عن أمته العربية بالأعراب ( يرضى بها الغرب والأعرابُ والعجم)؛ والأعراب هم البدو !
• أما (أبو مُرة) فإنه كُنية (إبليس) عند العرب ، وقد استخدمها أبو العلاء المعري في (رسالة الغفران) .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثالث – ص288 .

اترك تعليقاً