قصيدة : ظلم النساء !! – 5 ابريل 2022

قصيدة : ظلم النساء !! – 5 ابريل 2022

الصيد السمين .. من معجم البابطين (136)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الغائب .. الحاضر !!
ظلم النساء !!
خَــفْ إلــه العرش واتْبَعْ أمرَهُ .. واجتنبْ ما قـــد نهى عزَّ وجلْ
آنَ أنْ تـــرفضَ جهــلاً مُــوبقًا .. في بـــلادٍ أنـــت فيهــا ذو أمل
عابهم في الإرث حرمانُ النّسا .. والتهامُ المهْرِ من أقوى الزلّل
ليس يُغني عنــك ما اعتيد بها .. مـــن أمــورٍ خالفتْ خيرَ الملل
بات شرعُ المصطفى ما بينهـم .. ســـاقطًا عــند التّداعي بالعمل
دأبُهُـــمْ حـــبُّ السّـوادي بينهم .. بـــدّلوا الأنثـــى بأنثــى يا بطل
ألفــــوا ظلـــم النّسـا حتى فَشا .. بينهـــم تـــــزويجهـنَّ للسّفـــل
لا تــــراهم أشفقـــوا إن ظلموا .. وتـــرى الــزوجَ إذا هــاج قتل
عــندهم ظلـــم النّسا مستحسَنٌ .. لا تـــرى يشفـع فيهم من عقَل
زيّـــن الشّيطـــان للكــلّ الرّدى .. فارتـــدى بالجهل في كلّ عمل
* * *
شاعر القصيدة: محمد الطيبي (1830 – 1899) ولد في دمشق، وتوفي في محافظة درعا ، عاش حياته في مصر ، وسورية ، وزار الأستانة .
• المختار من القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” ( 10 أبيات )، وهي من ( بحر البسيط ) .
• هذه القصيدة القصيرة جداً ، مضى على صنعها – في الشام – قرن وربع القرن ، ومع هذا فإن المظالم التي تلحق بالنساء – ونصت عليها القصيدة صراحة وقصداً – لا تزال تمارَس ضد فريق من النساء في مجتمعنا المصري الراهن .
• إذا لم يكن هذا من صنع الدراما التليفزيونية، بقصد التشويق والإثارة ، فإنه لا تزال تمارَس أفعال مثل : حرمان المرأة من الميراث ، وإكراه الفتيات على الزواج ، فضلا عن القسوة في المعاملة ، لإثبات الرجولة والكفاءة .
• الخلاصة : أننا لسنا بصدد عمل شعري ، فهذه المنظومة صرخة ألم تحاول الانتصاف للمرأة (الشامية) في نهاية القرن قبل الماضي (التاسع عشر) ، ومع هذا فإن هذه الصيحة الموجعة لا تزال يتردد صداها إلى يومنا هذا .
• في مثل هذه المنظومات التي تعلي من شأن المعنى المباشر – في مقابل التصوير الشعري الانفعالي – يكون الشعر – بحق – ديوان العرب ، أو : سجل أعمال العرب ، ويا له من سجل !!
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد السادس عشر – ص 342.

اترك تعليقاً