وجبة إفطار الملك فاروق !! – 31 أكتوبر 2022
هامش (77):
وجبة إفطار الملك فاروق !!
جلس الشيخ “سيد أبو إبراهيم” – أحد كبار صغار الملاك في الناحية – أمام الطبلية يتناول طعامه، وقد تحلق حوله أولاده الرجال الخمسة .
رأى أن يفيض عليهم ببعض معلوماته القيمة، التي يصعب أن يصل إليها هؤلاء الشباب الفلاحون، قال – لا فض فوه :
تعرفوا يا ولاد.. الملك فاروق بيفطر إيه ؟
تطلعوا إليه بدهشة .. فواصل : بيجيبوا له خمس أجواز حمام متنضفين ، بيمسكهم بإيده ، ويعصرهم كدهو في كوباية ، ويشربهم !!
دُهش الشباب الخمسة لمعلومات أبيهم النادرة ، وخبرته المتميزة ، ولكنهم عجبوا أنه لم يفعل ذلك مطلقاً ، مع أن برج الحمام يتصدر واجهة العزبة الصغيرة التي يملكها .
* * *
في مقدمة ديوان “عابر سبيل” ، رأى العقاد أن كل ما يجري في الحياة يصلح أن يكون شعراً، وليست الرياض والحدائق ، والغرائب هي وحدها مصدر الشعر . وفي مقدمته لديوان “عابر سبيل” شبه من يرى أن الشعر لا يكون إلا من المشاهد الراقية جداً : “كالجسم الذي لا يستخرج الغذاء إلا من الطعام المتخير المستحضر، أو كالمُعدم الذي يظن أن المترفين لا يأكلون إلا العسل والباقلاء !!”
الطريف حقاً أن الشيخ “سيد أبو إبراهيم” لم يفكر في أن يسلك طريقة الملك فاروق، وأن العقاد لم يتابع منجزه الشعري الذي حدد إقامته في “عابر سبيل” !!