خُلقت … !! – 15 ديسمبر 2022
هامش (82):
خُلقْتُ … !!
صادفتني هذه الكلمة بصيغة الفعل الماضي، تتصدر بيتين من الشعر لشاعرين كبيرين، لكل منهما دوره المقدر في تجديد حركة الشعر العربي، في زمانه:
البيت الأول : “أبو الطيب المتنبي” ، وبيته المقصود :
خُلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلبِ باكيا
والبيت الثاني للشاعر “محمود سامي البارودي” ، وفيه يقول :
خُلقت عيوفاً لا أرى لابن حُرةٍ عليَّ يداً أُغضي لها حين يغضبُ
المعنى المشترك للخلق في البيتين، تأكيد منحى الطبع المتأصل في شخص الشاعر، فالمتنبي يؤكد على صفة “الألفة” وسطوة الاعتياد ، والحنين إلى الماضي، ولا نستبعد هذا في طبيعة شاعر ظل في (عصمة) سيف الدولة، ملازماً بلاطه، ومدحه نحو عشر سنوات، وبعد أن غادره – مضطراً – استمر حنينه إلى زمانه .
أما “البارودي” فإن فروسيته، وأنفته، واعتزازه بذاته كانت السبب الذي دفع به إلى التصدر في الثورة العرابية ، وما ترتب عليها من قبول النفي – خارج الوطن – دون أن يعتذر أو يلتمس العفو ممن خاصمهم .
ولكن لماذا كان استدعاء هذين البيتين ؟