شعر المديح النبوي – 30 ديسمبر 2023
شعر المديح النبوي !!
لاحظت – غير مرة – نزوعاً قوياً لدى خطباء الجمعة إلى إنشاد الشعر للتعبير عن الحكمة أو التوجيه الخُلقي، فضلاً عن المديح النبوي .
هذا كله جميل : لأنه – في الأقل – يمد جسراً، ويعقد صلحاً بين الدين والشعر، وهذا أمر محمود، ويشكر خطباء الجمعة في الحرص عليه .
غير أنني لاحظت في خطبة الجمعة الفائتة في مسجد قاهري كبير جداً، أن خطيب الجمعة استعار أبياتاً (متنازع عليها) بين “زهير بن أبي سُلمى” و “زياد الأعجم”، قيلت في بعض أخيار العصر . وقد استدعاها خطيب الجمعة، وألقاها بكثير من الترنم الجميل، وكأنما قيلت في محمد – صلى الله عليه وسلم !!، وختام هذه القطعة المشهور :
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك معطيه الذي أنت سائله
وقد ردد الحاضرون : (عليه الصلاة والسلام) ، وهذا أمر لا يصح بأي درجة من الصواب .
فمحمد – صلى الله عليه وعلى آله – شخص متفرد بالخصال، لا يقبل التكرار، ولا يتشبه بالأغيار، ولا يتشبه الأغيار به . فضلاً عن أن (ديوان المدائح النبوية) قبل عصر “البوصيري”، وأثناءه، وفيما بعد إلى يومنا هذا – يتدفق بأضواء الشمائل المحمدية، التي لا يرقى إليها إنسان مهما كان .
الخلاصة : أن في شعر المدائح النبوية ما يكفي لتمجيد شخص الرسول – عليه السلام – وأنه – لا يصح علمياً، ولا ذوقياً، أن تردد أشعار قيلت في أشخاص عاديين من البشر – مهما تسامت مراتبهم – أن تقتنص هذه الأشعار، وتلقى على جمهور المسلمين ، من فوق منبر الرسول ، على أنها قيلت في مدحه .
يا مولانا .. استغفر الله من هذا التجاوز المعيب ..