القانون .. لا يكفي !! – 10 يناير 2024
القانون .. لا يكفي !!
قرأت في بعض صحف اليوم أن “الحكومة” بصدد إصدار تشريعات جادة تنظم جوانب من السلوك العام، رعاية لحق السائح، وذوقه !!
هذا أمر طيب .. ولكنه ليس كل المطلوب، بل ليس “أهم المطلوب”، فالقوانين بداية وليست غاية، وهي وحدها لا تقوم على تفعيل نفسها، بل تحتاج إلى من يفعلها (!!) وهذا التفعيل ليس مهمة الحكومة، أو رجال النظام وحدهم، بل مسئولية مشتركة لأفراد المجتمع، وطوائفه، وتنظيماته النقابية وغير النقابية .. إلخ .
“السياحة” أصبحت – عندنا – مصدراً مهماً للدخل، وحظنا منها أقل مما نستحق بكثير جداً، والسبب – في رأيي – ليس القوانين، بقدر ما هو: الذوق العام، وحسن المعاملة، وشرف التفاعل .. إلخ .
أذكر – منذ زمن طويل – أن زرت وزوجتي وأطفالي “وادي زحلة” بلبنان، وقد اكتسب شهرة عند أمثالي ، عندما غنى له “عبد الوهاب” من كلمات “أحمد شوقي” : يا جارة الوادي، وأشهد أن “وادي زحلة” – جغرافياً – لا يختلف عن أي (فلق) موجود في طريق المقطم، غير أن العظمة في التعامل معه كامنة في (الإنسان اللبناني نفسه) . في زيارتنا المشار إليها، كانت المطاعم والمقاهي متلاصقة بالفعل، ويقف على أبوابها عدد من المشتغلين بها، بملابسهم البيضاء شديدة النظافة، ومظهرهم الأنيق، ولا تزيد دعوتهم لمن يمر بهم عن كلمة : “شرِّف” بمعنى : “أهلاً بك”، ولا يزيدون عن ذلك حرفاً واحداً !! في حين شاهدت كيف يتضارب أصحاب الجِمال لانتزاع سائح في هضبة الهرم، وكيف يتجاذب سائقو التاكسي السياح، ويغالطونهم في الأجور، إلى أخر الأمور التي لا تقاوم بالقانون وحده، بقدر ما يحرسها السلوك العام !!