القطة .. وأنا !! – 15 يناير 2024

القطة .. وأنا !! – 15 يناير 2024

القطة .. وأنا !!
في ضاحية “المعادي” تنتشر قطط الشوارع، ترتيباً على وفرة المتاح لها من الطعام ، وانشغال الناس عن مطاردتها . أدلل على هذا : بانتشار (العرسة) حتى نشاهدها وهي تعبر الشوارع الجانبية، وتراها القطط فلا تجد حاجة إلى اصطيادها .
أعرف أن (المرأة) لا تمانع في اتخاذ (القطة) رمزاً وأليفاً وصديقاً، على الرغم من شهرة القطط بنسيان (المعروف) ! مع ذلك رأيت في القطط مثاراً للتأمل، واتساع الرؤية الكونية .. فسبحان الله الذي يلهم، ويعلم دون حدود !!
رأيت قطة – ذهبية اللون – وقد فارقتها الحياة، فتمددت في جانب الشارع – لا أدري من الذي اختار لها هذا الموقع !! وقفت أتأمل مشهد الرقاد الأخير، وأتأمل – بكثير من مشاعر الإيمان بوحدة الكون، وتكامل الكائنات !!
كانت القطط تقبل، فتتمهل، وتنظر، وتمعن النظر، وتتشمم، فيتأكد لها أنه الرحيل النهائي، فتقف قليلاً وكأنها تودع العزيز الراحل ، ثم تمضي ..!!
أتساءل : إلى أي مدى تدرك القطط فكرة الموت ، أو حتمية الموت ، فضلاً عن تصور ما بعده ؟!
غير أني أكف شطحاتي متأكداً أنني – أنا الإنسان – لا أتجاوز في المعرفة هذا القدر المتاح للقطة عن المصير بما يمكن أن يمثل فارقاً بين الكائنات !!
وأرى القطة ترتوي من ماء متجمع على جانب في الشارع، موصوف بأنه ملوث، وأنه لا يصلح للاستخدام الآدمي ، فأعجب : كيف وفر لها الخالق سبحانه (كُلى) قادرة على فرز التلوث ، واستخراج النقاء ، وهو ما يعجز الجسد الإنساني عن القيام به ..
فسبحان الله العظيم ..

اترك تعليقاً