ستي .. وستك !! – 25 ابريل 2024
ستي .. وستك .. !!
في الذاكرة حوار قديم مع شيخنا العلاّمة “عبد السلام هارون” – رضي الله عنه – وكنت مدرساً أعمل تحت رعايته؛ إذ كان رئيساً لقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الكويت (ذلك الحين) ، فقد مرت على ألسنتنا كلمة (ست) – بمعنى (السيدة)، فبادرني شيخي بأن سألني عن أصل هذه الكلمة، فقلت على البديهة : أحسبها تسهيلاً لكلمة (سيدة)، فالعلاقة الصوتية بين سيدتي وستي غير منكورة، غير أن العلاّمة لم يوافقني في هذا التفسير، ورأى أنها اختصار لتعبير (ست جهاتي)؛ أي أن الرجل حين يخاطب امرأة بلفظ (ستي) فكأنما يقول : أنتِ كل ما يحيطني ، فلكِ حضور في كل الجهات (الست) !!
وقد صادفني في قراءة المقدمة الضافية التي كتبها العلاّمة “محمد الطاهر بن عاشور” – محقق ديوان “بشار بن بُرد” – أنه ذكر أن (بشارً) : ” جاء بلفظ (ست) وهي كلمة جديدة في عصره بمعنى (السيدة) وكانوا يعيبون استعمالها، وبشار لم يعبأ بهم . قال البهاء زهير :
أناديها إذا حضرت بستي .. فيلحظني النحاةُ بعين مقتِ “
والطريف أن العلامة “بن عاشور” الذي أشار إلى وجود (ست) في ديوان بشار، لم يحدد المكان، كما أننا لم نعثر عليها ، في حين اكتفى بمثال “البهاء زهير” وهو الأقرب إلى زماننا .
فكما ترى: (الستات) لهن حضور تاريخي أصيل في التراث العربي، الشعري بخاصة، ولا أريد أن أذكرك بذلك الإله الذي خافه أجدادنا القدماء ، وكانوا يطلقون عليه (ست) في مقابل الثلاثي المقدس ” إيزيس وأوزوريس وحورس ” ..
فهذا (ست) من نوع آخر !! وقانا الله شره ..