الكراسي !! – 19 سبتمبر 2024
الكراسي !!
ليست الكراسي الموسيقية التي عرفناها صغاراً نتسابق على الفوز بها، وإنما نعني “كراسي” الإدارة – الوظائف العليا، ولها في مصر جلال خاص، وفوائد منظورة، والفوائد الخفية أكثر خطراً !!
نعرف أن (الإدارة) هي نقطة الضعف الأساسية في الحياة المصرية على مختلف مستوياتها، وإذا كانت الإدارة (الدنيا) يأتيها العطب من ناحية (الإكرامية أو البقشيش)، فإن الإدارة (العليا) لها اجتهاداتها، ابتداءً من أقدم وسائل التعامل البشري قبل اختراع النقود، ونعني (التبادل) !! فكرسي المدير – فما فوق – له دائرة نفوذ ، وله قواعد في التعامل، وله فوائد منظورة وفوائد خفية .. إلخ .
من ثم: ويل لمن يمارسون الحياة في الفضاء الرحب، فليس عنده ما يقايضون عليه، ولا يملكون التلويح بالنفع أو الضر !!
يمكنك الآن أن تراجع قوائم المشاهير من أهل الفن، وأهل الإبداع، وأهل الصحافة، وأهل التجارة .. إلى أخر قوائم الأهالي ، فيتأكد لك أن من يشغل الكرسي (الكبير) هو الذي يملك الصواب، ويفوز بالجائزة، ويلتف من حوله أهل الرغبات، ويخشاه الآخرون أصحاب الكراسي الأقل شموخاً .. حتى تصل إلى من ذكرهم “توفيق الحكيم” في: “يوميات نائب في الأرياف” من أفراد الشعب البسطاء، الذين يتجرعون الكاس المريرة بكل صوابها، ونضيف: ويتخبطون بين قوائم الكراسي العالية، لا يجدون من يرق لهم !!
فيا أيها (المجعوص) في الكرسي الوثير تذكر من وسع كرسيه السماوات والأرض!