مُدرسة من المِرقاب!! 27 فبراير 2025

مُدرسة من المِرقاب!! 27 فبراير 2025

مُدرسة من المِرقاب!!
هذا عنوان الرواية الكويتية الأولى (فنياً) كتبها “عبدالله خلف”، ونشرها!! البطلة فيها تعمل مُدرسة ، وفي فراغ الحصص- قرب نهاية العام الدراسي- راحت تحكي لتلميذتها- في الفصل- حكاية الكويت القديمة، زمن الغوص، والتجارة، والرعي، في أسلوب بسيط مشوق حين قرأت هذه الرواية تنبهت إلى مفردات لم يكن لي بها عهداً، مثل: (المِرقاب) وهو اسم الحي الذي تتوسطه المُدرسة – “المِرقاب” يقابل: “الشرق” و”القبلة”- وهى أحياء الكويت العاصمة قبل أن تتسع وتترامى مساحاتها!! ومثل (الشاوي)- وهو راعي الغنم (الشياه) وكان رعي الغنم مهنة يحترفها بعض الرجال لقاء أجر.
استدعت رواية ( مُدرسة من المِرقاب) الرواية الكويتية الأولى- استدعت الرواية المصرية/ العربية الأولى:(زينب) لمؤلفها السياسي المفكر العظيم الدكتور “محمد حسين هيكل” منطلقاً من موقع الحنين وعذوبة الذكريات.. عند “هيكل” و”عبدالله خلف” على السواء!!
لقد اختار المؤلف (عبدالله خلف) اسم زوجته اسماً لمدرسة المِرقاب، وهذا الملمح له دلالته النفسية والفنية في ذات الوقت!!
قدر الرواية الفنية الرائدة (الأولى) في كل أدب أن تكون انبعاثاً حراً لحياة كاتبها وتصويراً لتجربة قريبة جداً من ممارساته الشخصية . هكذا استدعى “هيكل” صوراً من الريف المصري مع أنه كتب روايته في سويسرا، في حين استدعى “عبدالله خلف” حي المِرقاب الشعبي القديم، مع أنه كان يقيم – ولا يزال – في أرقى الضواحي الجديدة للعاصمة الجميلة: مدينة الكويت!!

اترك تعليقاً