نجيب الكيلاني!! 8 أبريل 2025
نجيب الكيلاني!!
عرفته في مناسبة لا تتكرر – ليلة تسليم جوائز “القصة القصيرة”
(نادى القصة – 68 شارع القصر العيني – الأربعاء 8 أكتوبر 1958)
كنت الفائز بالجائزة الأولى عن قصة بعنوان (سطوحي) – وسطوحي مجرد “كلاّف” يُعنى بفرس ناظر الزراعة، وكان “نجيب” فائزاً بالمكان العاشر (الأخير- في سياق الجوائز) مع هذا احتفي به، فُأُخرج من السجن محاطاً بحارسين، ليتسلم جائزته!! كان محكوماً بعشر سنوات لعضويته في تنظيم مسلح (جماعة الإخوان) مع أنه طالب بكلية الطب!! (كان) قد قضى منها – مسجوناً نحو ثلاث سنوات، فلما تكرر فوزه بجوائز بحثيه وفنيه كُتبت عنها في الصحف فأُفرج عنه أعقاب هذا الفوز الأخير !!
كان ” نجيب الكيلاني ” – رغم هذا الانحياز السياسي الذي لم أدرك دوافعه. بل لم أجد دليلاً سلوكياً أو فكرياً حاضراً فيما خبرته من هذا الرجل – إنساناً متسامحاً، مرحاً، عاطفياً، يؤمن بحق الأخرين (حقي) في الاختلاف إلى درجة التناقض .. بدرجة تدفع إلى مساحة من الحيرة : ما الذي (حشر) هذا المثقف / الطبيب / الليبرالي ، المنتج . في مضيق الإخوان ؟!
أعقاب الإفراج عنه، بعد حصوله على الجائزة بزمن قصير – عاد إلى كلية الطب، وعن طريق شقيقي المرحوم الدكتور “عبدالله” الطالب – بذات الكلية، تم اللقاء، وتحول إلى صداقة حقيقية، مقترنه بالسماحة والمحبة الصافية، فلم أسأله أبداً عن ظروف انتمائه للجماعة، ولم يسألني يوماً عن سلوكياتي أو أفكاري المناقضة (وليس المتناقضة) وحتى بعد أن انتقلت بعملي إلى (الكويت)، ذهب هو إلى (دبي) وزارني في بيتي بالكويت غير مرة..
(وللحديث بقيه)