كناسة الدكان..!! 24 مايو 2025
كناسة الدكان..!!
“كناسة الدكان” عنوان كتاب لمؤلف مصري في العصور الوسطى (الاسلامية) وقد استخدمت هذا العنوان مع إضافة : “كناسة الدكان في مرايا الزمان” !! حين كتبت (في مجلة البيان/ الكويت ) مقالاً نقدياً أعقاب صدور “المرايا” “لنجيب محفوظ”.
فلما لقيته، وصار بينُنا شيُء من المودّة، رأيت أن اعتذر إليه عن هذا العنوان، الذي افترضت أنه – لابد – قد قرأه!! غير أنه تقبل الأمر بذكاء عملي، وإيمان بحرية الرأي، فقال ضاحكاً : هذا الوصف صحيح، فقد كتبت “المرايا” من مجموعة “ملفات” قديمة كانت عندي!!
وراهناً – أشاهد – للمرة الثانية، أو الثالثة (ربما) العرض التليفزيوني لرواية ” الصباح والمساء” التي تعنى : الميلاد، والرحيل، وكيف يتعاقبان وتظل الحياة مستمرة. ولم أكن رحبت – كما ينبغي – بصدور هذه الأعمال (المتأخرة) التي يغلب عليها طابع التأملات الفكرية أو الفلسفية، أكثر مما تتجلى في صناعتها مهارة الأستاذ ونفاذ بصيرته (الاجتماعية) وليس رؤيته الفلسفية.
لا أستطيع أن اتحفظ في إبداء إعجابي بالعرض التليفزيوني، ودور الأستاذ “محسن زايد” في تشكيل النص المحفوظي بما يتوافق ومطالب الشاشة الصغيرة، هذا جهد نبيل، وعمل رائع، يستحق أن يشاهد بوعي وسلامة إدراك، ليكتشف “المشاهد” حكمة الحياة، أو حكمة الخالق سبحانه – في تعاقب الحياة والرحيل عن الحياة، الذي قربّ الأستاذ فكرتها (وضرورتها) بالصباح والمساء !!
على أنني لم أرحب – ربما إلى اليوم – بترتيب شخصيات الرواية على أساس الحروف الابجدية. هذه الحتمية لم تقنعني – فنياً – على ارغم من أنها تمثل إحدى ضوابط النظام الاجتماعي.