من ألعاب الذاكرة..!! 12 يونيو 2025
من ألعاب الذاكرة..!!
زعموا – فيما زعموا عن طبائع التقدم في العمر – أن الذاكرة التي شاخت (قد) تنسى أنواع ما أكلت من طعام مضى على تناوله بضع ساعات، ولكنها تستعيد كلمة استحسان [أو استهجان] قيلت في مواجهتها – أو نقلت إليها منذ سنين طويلة !!
في هذا السياق (شطحت) ذاكرتي إلى (البنات) اللاتي تعلقت يوماً بهنّ، وقد لا يضيرني (الأن) أن أذكر (أو اعترف) أنني (في ذلك الزمن) كنت سريع التعلق بكل وجه جميل، وبخاصة البنات ذوات العيون الخضر، وقد حققت زوجتي هذا الميل في صورته البهية – وأحمد الله على ما وهب – ولكن الذاكرة (الحرة) تلعب على راحتها خارج حدود الزمن. وهكذا في ليال كثيرة استعيد صوراً ومواقف (ربما) من الشغف القديم (الأن : أنا في العام الواحد بعد التسعين – واترك لك حساب واستحضار المدى الزمني، والمكاني الذي يلاعب ذاكرتي بعض الأمسيات) وتتأكد الطرافة – والنزعة القصصية القديمة : أن ذاكرتي تستحضر ما انتهى إليها من مناسبات مختلفة من أخبار تلك الحبيبات، وتقيسه إلى احتمال ما كان سيجرى لهنّ لو أن ذلك الحب القديم (العيالي) انتهى إلى زواج، وغالباً ما أشعر بأن إحداهن كان (لابد) أن تكون من أطيب حظاً و أكثر سعادة ، من ثم آسى لما عانت أو تعانى هذه أو تلك في حياتها العملية . وقد يؤلمني (جداً) ما أعرف عن طريق السماع، ويؤلمني أكثر أن إمكان البحث عن حل قد مضى، وأنه لم يعد في الامكان غير تنهيدة في ظلام الغرفة، والبحث عن النوم.
في مستوى الصحو، أتساءل : هل هذه العودة الزمنية ذات دلالة فنية ؟ أو نفسية ؟ أم أنها مجرد لعب بالخيال ؟