مبدأ “الحياة” ..!! 11 سبتمبر 2025

مبدأ “الحياة” ..!! 11 سبتمبر 2025

مبدأ “الحياة”..!!
ولست أقصد “مبتدأ الحياة”، وإنما القصد : الحياة في ذاتها، دون إضافة وصف أو قيد أو شرط !!
من غرائب ما أذكر من أحاديث شقيقي (الأكبر مني مباشرة) الدكتور (الطبيب) “عبد الله”، أنه – حين كان طالباً بطب قصر العيني، وأتيح له ولزملائه التجول بين المرضى ومخاطبتهم، رأى مريضاً أصاب السرطان فكه الأسفل، ولم تكن فرص العلاج المبكر متاحة – ذلك الوقت، من ثم كان الممكن استئصال الفك المصاب !! لقد نجا المريض من الموت. ولكن وجهه كان مشوهاً بفظاعة، كما كانت قدرته على مضغ الطعام معطلة، من ثم كان يحصل على حاجته من الغذاء، بأن يوضع الطعام في فتحة البلعوم مباشرةً !!
يضيف أخي – رحمة الله – أن منظر وجه الرجل دون الفك السفلي كان بشعاً، وقد تأملناه وسألناه – نحن طلاب الطب – بكثير من الغرابة وشيء من الامتعاض : هل انت راض عن وضعك هذا ؟! وكأن السؤال – من وجهة أخرى : ألم يكن الموت أكثر راحة لك من هذا المنظر الكئيب ؟ وقد فهم الرجل المصاب مغزى السؤال، فكان جوابه : ما دمت اتنفس، وأرى الدنيا؛ في هذا كفاية .. وربما : شعور بالرضا !!
لقد سرت الدهشة بين طلاب الطب الذين يعايشون أنواع البلاء وصور الابتلاء .. وقد تساءل بعضهم : هل الحياة – في ذاتها، بمعنى : التنفس، والمشاهدة .. لهما من السيطرة على النفس، ما يجعل منهما هدفاً كافياً في ذاته لقبول الحياة والفرح بالحفاظ عليها ؟!
هذا الموقف يفسر الكثير من الظواهر الاجتماعية، والممارسات التي (قد) تعصف بكل قيمة وكرامة، ومع ذلك يتقبلها (الناس) وتستمر بهم الحياة !!
سبحان الخلاق العليم !!

اترك تعليقاً