أمير الشعراء .. أم : أمير الشعر ؟! – 19 اكتوبر 2025

أمير الشعراء .. أم : أمير الشعر ؟! – 19 اكتوبر 2025

أمير الشعراء .. أم : أمير الشعر ؟!
التمايز بين شركاء “الحرفة” أمر طبيعي، ومألوف، في مختلف الأنشطة والحِرف، وقد عرفت المجتمعات العربية – منذ القدم – النقيب، أو كبير الطائفة، الذي يتم اختياره من بين شركاء “الصنعة” طواعية وتقديراً، كما تعد صدارته لأبناء الحرفة تكليفاً بقدر ما هي تشريف، فهو من ينبغي عليه أن يتصدى للدخلاء، ويحافظ على التقاليد ويصون كرامة الأنداد والتابعين ..
غير أن الأمر – بالنسبة لحرفة الأدب – يختلف بعض الشيء، لأن الجانب الذوقي في الصناعة الأدبية يختلف، ويتطور حسب طبائع العصور ومستويات الإدراك، وقد فاز “أحمد شوقي” بلقب “أمير الشعراء” (1927) وأقيم لهذا الفوز احتفال كبير سجلته قصائد شعراء زمانه، ولم ينتقض عليه أحد . وأرجح أن مثل هذه الأمور لم تعد متاحة في زماننا الراهن . وأضيف هنا أن حظوظ المبدعين ليست رهينة قدراتهم وحدها، ومما يحضرني في هذا المقام، أنه في زمن إعدادي لأطروحة الدكتوراه في الفن الروائي، عرفت أن كاتباً انجليزياً قد برع في كتابة الرواية، يدعى “ويلكي كولينز” ولكنه ما كادت تستفيض شهرته حتى ظهر روائي آخر هو “تشارلز ديكنز” الذي ما لبث أن اكتسحت شهرته، فأدت إلى إخمال سيرة سابقه وفنه !!
قضية “الإمارة” إذن – “نسبية” – ومرهونة بظروف عصرها وليست مؤسسة على أصول الإبداع، وتحقيق الرواج المطلق ..
ولله في خلقه شؤون .. وشجون !!

اترك تعليقاً