قصائد : حسرة الشعر – بكاء المجد – ذبول الشباب – 28 يناير 2021
الصيد السمين .. من معجم البابطين (89)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
شاعر المراثي ..
1- حسرة الشعر
رددي أيها الطيـور الشـــــوادي .. وأعــــــيدي ذكــرى فقيد البلاد
واسكبي دمعك الحزين عليـــه .. وانظميه فوق الخدود الصوادي
وانشري يا زهور عطراً وضميـ .. ـه حنـــــاناً ورحمـــــــة بالفؤاد
…………..
2- من قصيدة : بكاء المجد
عبـث المـوت بالهوى بالشباب .. فـذوت زهرة الأماني العِذابِ
وطواه فضجّ بالنوح ترب السـ .. ـسعد حزنا على نديّ الشباب
وبكــاه المجــد الثير المُعلــى .. بدمـوع حـرى وقلبٍ مُـــــذاب
……………
3- ذبول الشباب
هــذي مـــــــرابعنا وتـــــلك ربــــــانا .. تبكي عليك تفجعاً وحــنـانا
تبكي على الأمل المغيب في الثرى .. وعلى شبابك عاطرا نــديانا
كنت الطـبيب وبلسمـاً لجــــــــراحنا .. يا ليت وقتك طال في دنيانا
…………
* * *
شاعر القصائد الثلاث : كامل عبد الكريم الحاج (1916 – 1997) . ينتمي إلى قرية تحمل اسم أسرته ، تبع طرطوس (سورية) .
• القصائد الثلاث سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” الأولى بتمامها في (20 بيتا) ، ومن الثانية اقتبس (15 بيتاً) كما اقتبس من الثالثة (11 بيتا)
• القصائد الثلاث في الرثاء ، ولم يرد له في مختارات المعجم غيرها ، بما (قد) يعني أن قدرات هذا الشاعر ، وإجادته ترتبط بفن الرثاء من بين فنون الشعر على كثرتها ، وتباعد أغراضها .
• لا يُستنكَر أن تتجلى مقدرة شاعر بعينه في غرض واحد من بين أغراض الشعر، أو أن ترتبط الإجادة بهذا الغرض دون غيره ، وقديماً ردد نقاد الأدب العربي عبارة – اعترض عليها في زماننا – تقول : أشعر العرب :” امرؤالقيس اذا ركب, وزهير إذا طرب, والنابغة إذا رهب, والأعشى إذا طرب ” .
• وحين رحل حافظ إبراهيم رثاه شوقي بقصيدة مطلعها :
قد كنت آمل أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الأحياءِ
* فأمير الشعراء يقر لحافظ بأنه أقوى قريحة منه في فن الرثاء بخاصة ..
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 104