قصيدة : الكوخ والقصر – 24 سبتمبر 2020

قصيدة : الكوخ والقصر – 24 سبتمبر 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (80)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
لدودان عبر العصور !!
الكوخ والقصر
مــــــلء الفضـــــــا الرحب آنات وآهاتُ .. تعـــــوم فيــــــــه وأصـداءٌ و أصـواتُ
نيـــــازك مـــــن أديـــــم الأرض تقذفها .. أفـــــواه بـــــؤس وتــــزجيهـا لبانات
أنّــــت تعــــــلل بالآمــــــال ســـــاغبـة .. ففـــــات مـــــا أملـت حتـى التعلات
ورب ذي فـــاقــــــة في الكوخ يستـره .. فلـــــو بـــــــدا لـبدت للعـين سوءات
وشاحب الجسم في شبه القبور وهم .. خــــلال هــاتيكــــم الأكـــواخ أموات
كأنهـــــم حينمــا الأكــــواخ تقــــذفهـم .. دود الثرى في جحور الأرض قد باتوا
يـــــرون سخطـــــاً ولا ذنبـــــا يبـــــرره .. وإن أتــوا حسنــات فهـي سَيّـــــات
تــــــزاور الطــــرف عنهــم ساخـراً بهمُ .. حتــى كــــأنهم فـي الناس عـاهاتُ
الكـــــوخ والقصـــــر شــــيدا توأمـاً بيدٍ .. صفــرا جـذاذاً فما هــــذي الأناناتُ ؟
للكــــوخ حــــاجٌ فلا تُقضى وإن صغـرت .. وتقـضى للقصــــر حـاجات وحاجات
وحــــاجة الكـــــــــوخ أخشـاب مدسرة .. وحــاجة القصـــــــر حـراس وقامات
………….                                                 
* * *
 شاعر القصيدة : كاظم الهاجري (ولد بالأحساء 1909، وتوفي في مدينة عبادان غربي إيران 1979) وقضى حياته في المملكة العربية السعودية، والعراق، وإيران .
• القصيدة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” وهي قصيدة قصيرة ، في 15 بيتاً . من ” بحر البسيط ” .
• تحمل هذه القصيدة علامة متكررة في أشعار النصف الأول من القرن العشرين، هذه العلامة هي : القلق الاجتماعي ، وتفطن الشاعر إلى ما بين الكوخ – والقصر من مفارقة حادة لا تقبل الاجتماع ، وفي هذا ما يحمل الدعوة إلى ضرورة التغيير.
• تاريخ نظم هذه القصيدة غير محدد ، غير أن محمود حسن إسماعيل غنى للكوخ في ديوانه الأول (1935) …
• في هذه القصيدة ضرورات لغوية، وعروضية – تحتاج إلى الصبر والمعاودة، لتصبح هذه القصيدة القصيرة – كمنشور- يسيرة النطق، قريبة المعنى للقارئ العام، الذي – من المفترض – أنها موجهة إليه .
• المعنى الطريف الذي تداولته تلك الطائفة من القصائد التي وضعت القصر في مواجهة مع الكوخ ماثل في إدراك أن اليد المحرومة التي أقامت الكوخ الحقير، هي بذاتها اليد التي شيدت القصر الباذخ !!
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الخامس عشر – ص 39 .

اترك تعليقاً