قصيدة : ثورة الخطايا – 23 يوليو – 2020
الصيد السمين .. من معجم الباطين (66)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
في الهوى سوا !!
ثورة الخطايا
عُبي كؤوسك واشربي حِمم المساوئ والخطيئهْ
وتمرغي بدم العفافِ؛ عفـاف نبتتــــك البـــــريئـهْ
الإثم لــــوح فــــي يـديك، لحمْـأة البغـي الـدنيئهْ
فطوى بساعده الأشـل، طـــوى معانيك الوضيئه
* * *
يا بسمة كالفجــــر عــــــذراء الخـواطـر والميـول
زُف الصبــــاح العبقــــــري لهـا، وزُف دم الأصـيلِ
طافـت علـى ثغر السنا المخمور بالحلم الجميل
ماذا عرا الــــزهر الـــــندى فصـوحته يد الذبول؟
* * *
غصـت حيــــاتك بالأنيــــن المستفيض وبالجـراحِ
وتصـــــاممت دنيــــــاك إلا عــــــن نـداء مستبـاحِ
فقست على طُهـر الخميلـة واستخفت بالأقاحي
ومضت خطاياها تشل من الصياح خطـى الصباح
………..
* * *
شاعر القصيدة : حسون البحراني (ولد في مدينة سوق الشيوخ، جنوبي العراق 1928 – 1986) .
• القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 27 بيتا، تعددت فيها القوافي، وجاءت على وزن ” بحر السريع” .
• هذه القصيدة واحدة في مسلسل قصائد سبقت الإشارة إليه، واخترنا له لفظاً كودياً [حقيقي بقدر ما هو رمزي] (الفاضلة) التي تعارف الناس على وصفها بالبغي .
• شاعر القصيدة متعاطف معها، يراها ضحية، ويرى نفسه مشارك أصيل فيما مهد لها طريقها، وأبقاها – مع سوء النهاية – سائرة فيه .
• لم يضن الشاعر على وصف شريكته في تجربة (الخطيئة) بصفات جميلة، فهي نغمة سكر الزمان بعقلها، وأن ترنيمة الوتر، ويحمل على المجتمع المتمرغ بالوحول وبالصخور في مقابل نفح العبير الذي تكتنزه هذه الفتاة .
• يختم تجربته تحت عنوان “ثورة الخطايا” بأن يخيرها بين الاستغراق في اللذة، أو الثورة على واقعها الذي يدينه المجتمع .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد السادس – ص 546 .