قصيدة : دمعة على الخالدين – 6 يوليو – 2020

قصيدة : دمعة على الخالدين – 6 يوليو – 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (61)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
في رثاء محمد عبد الحليم عبدالله ..
من قصيدة: دمعة على الخالدين
في أي خطـــــبٍ غير مـوتك نُفجـع ؟ .. يا …. إنه الخطبا لجليل المفزع
لا لم تمـــــــت عـبد الحليم فقد ربت .. أغصـان علمـك فوق ما نتوقـــع
إن كــــان قـــــد هـز القلوب مصابها .. فلأن داعي الموت جاء ولم يعوا
بلدي الحبيبة نمت في حضن الثوى .. والابن في طيب الثرى يتضــوع
لا تنظــــــري بالعـــــين بـاكية علـى .. هذا المـراد فليـت دمعــك ينفعُ
لا تنظــــري بـــــالعين بـاكيـة فــــلا .. دمـع يفــــــيد ولا صــراخٌ يُسمع
بـل فـانظري بالقلب يُسمع صـــوته .. والصمت في حزن القلوب يروعُ
قـد مـت فـي بلـد مرامـــك حبـــــها .. حتـى الممـــات بها هوى وتلوعُ
أمطـرتها حبــــاً وحبـــــك وافــــــــرٌ .. وزرعتهـــــــا ورداً لغيــرك يُجمع
…………                                                      
* * *
 شاعر القصيدة : حامد شحاتة فؤاد ( 1940 – 2002 ولد في قرية كفر بولين ، وتوفي في مدينة حلوان ) .
• اكتفى ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” بأن سجل من هذه المرثية 17 بيتاً . وهي من ” بحر الكامل” .
• شاعر القصيدة من قرية “كفر بولين” مركز كوم حمادة – محافظة البحيرة ، وهي القرية التي ولد فيها المرثي (الأديب الروائي المعروف محمد عبد الحليم عبدالله) فالصلة بين الراثي والمرثي مؤكدة .
• الأديب محمد عبد الحليم عبدالله، عرفته وأنا طالب بمعهد المنصورة الديني، وكنت معجباً ومتأثراً برواياته الرومانسية المبكرة ، وبخاصة : ” بعد الغروب” ، وإلى “غصن الزيتون” ، وتبادلت معه الرسائل إلى أن لقيته حين أقمت بالقاهرة ، وكان محرراً بالمجمع اللغوي، بالجيزة – ذلك الوقت .
• عبد الحليم عبدالله تغلب الرومانسية والرهافة اللغوية على تشكيلاته القصصية، وقد تدل عناوين رواياته على شيء من ذلك، وفي المستوى العملي كان حريصا على شراء الأرض الزراعية، وحدث أن مجلة (صباح الخير) – في معابثة فنية، اختارت لكل روائي مهنة غير الكتابة ، فاختارت لعبد الحليم شخصية (العمدة) وقد أغضبه هذا الاختيار .
• قصيدة الرثاء متأثرة بالقصيدة الأم في المراثي التراثية : قصيدة أبو ذؤيب الهذلي في رثاء أبنائه ، وهي تحاكيها وزناً وقافيةً ، ولكن البون الواسع في اللغة والصور، ومستوى التماسك النصي .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد السادس – ص 141 .

اترك تعليقاً