قصيدة : قمر تلألأ – 25 يونيو 2020

قصيدة : قمر تلألأ – 25 يونيو 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (58)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
عن الرغيف !!
قمـــر تــــلألأ
قمـــــرٌ تـــــــــلألأ أم سبيــك نضـارِ .. أم وجه من أهواه في الأسفارِ ؟
لاحــــت بـــــوارقه فشـاع شعـاعها .. أم ذا رغيف مرقق الأشعـــــار ِ؟
فالعيـــــش خـــــــد باللهـيب مـوردٌ .. قــــد دب فيـــــه غرار صهر النار
الخـــــد نعهــــــده بخـــــــال واحــد .. ولــــذاك خيــــــلان بُـرقط شرار
قبلتــــــه ولثمــــــت ثغــــــــر لبـابه .. مــــن ورد وجنتها غدت أزهاري
عــــند اســـــتدارته بحسـن تخيــل .. يـــزري بكــــأس فـي يد الخمّار
يا لـــين أعطـــاف الرغيف إذا انثنى .. ينسيــــك كــــل مهفهـف خطار
دع عشق معسول الرضاب ومل به .. فالعيــــش عار عشقه عن عـار
وغــــدت لـــــــه كـل القلوب منازلا .. حيث استقــــر من الحشا بقـرار
قلبي يصــــــور شخصـه لا تعجبوا .. من حَــــره فمصـــــــور في النار
يكسـوا الكئيب سـواد ليل صدوده .. ثــــــوب السقــــام مطرزاً بصفار
وكـذاك في صفــو يكـون محبـــــةً .. خـــــوف التغيـــر في يد الأخطار
…………                                                      
* * *
 شاعر القصيدة : عبد الرحمن الصفتي الشرقاوي ( مصري عاش في مصر وعكا والحجاز ، توفي 1848، فهو من شعراء النصف الأول من القرن التاسع عشر ) .
•القصيدة كما سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 17 بيتاً . من “بحر الكامل” .
•يلفتنا إلى هذه القصيدة موضوعها : (رغيف الخبز) ، ولا نشك في أن الشاعر كان يصف رغيف الخبز (البلدي)، كما نعرفه في مصر . وأزعم أن رائحة الرغيف البلدي المصري حال تمام نضجه تفوق رائحة (البرفان الباريسي) ، ولعل الشاعر لم يكن في إنتاج قصيدته – تحت سطوة الجوع ، بقدر ما كان تحت هيمنة فوح رائحة الرغيف البلدي ، وما تثيره من لواعج الرغبة في الطعام .
•مع طرافة اتجاه الشاعر إلى الرغيف ، نتذكر ابن الرومي حين وصف الجمال النسوي بأنواع الفواكه في قصيدته النونية المشهورة، ومطلعها :
أجنت لك الوجد أغصان وكثبان فيهن نوعان : تفاح ورمان
•في هذه القصيدة علامة مبكرة على اتجاه الشعر العربي (في مصر) إلى مفردات ومشاهدات الحياة اليومية، ومحاولة الاقتراب (المبكر) من الواقع .
•في مقدمة ديوان “عابر سبيل” للعقاد ، وفيه صور مشاهد الحياة اليومية المألوفة، وفي مقدمة هذا الديوان أشار العقاد إلى أن كل ما في الحياة يصلح للشعر ، لأن أساس عملية الإبداع مستقر في وجدان الشاعر، ونظرته للأشياء ، وليس في الأشياء ذاتها .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد العاشر – ص 591 .

اترك تعليقاً