شخصية مصر (9) – 9 ابريل 2021
[ ” شخصية مصر” : كتاب مؤسس لا يكفي أن نردد عنوانه معجبين، الأهم أن نعرف محتواه ، لنعرف أنفسنا، وحدود ما نملك من إمكانات على أسس علمية . وهذا ما نقدمه عن طريق : ]
سين و جيم [9]– مع جمال حَمدان
يمضي حَمدان في تبيان الفرق بين ” شخصية مصر” و ” الشخصية المصرية”، وبأن كتابه يُعنى في المقام الأول : بـ (شخصية مصر) فيعلل بالآتي :
أن الجغرافيا أساساً علم أشياء ، لا علم إنسان . وإن كان هذا الوصف لا يؤدي إلى أن (يشيء) الإنسان . كما أن للإنسان في البيئة جانبان من منظور الجغرافيا: الإنسان كظاهرة جغرافية في حد ذاته ، والإنسان كعامل جغرافي، كساكن الإقليم . والأول هو الأخطر .
وفي هذا السياق يعترض حَمدان على مبدأ الطابع أو الانطباعات عن شعب معين، ويراها نوعاً من التخريب والتزييف الهادف لإعلاء العنصر أو لإفقاده ثقته بنفسه. يقول: “ليس سهلاً أن نركز الشخصية الإقليمية في معادلة موجزة، لاسيما إذا كانت غنية، خصبة كشخصية مصر ”
ويسجل في هذه الفقرة ما وصفت به طبيعة مصر أو شخصيتها لدى عدد من الباحثين فهي:(أرض المتناقضات – أو أرض الأضداد) وقد توصف بأنها أرض الطغيان، ويتقبل جمال حَمدان هذه الأوصاف على قسوة بعضها ، متلمساً الأسباب في التكوين الطبيعي لمصر ما بين: النهر ، والصحراء – والنهر ، والبحر ، وآسيا وأوروبا وأفريقيا، من ثم يتلمس وجهاً آخر أقرب إلى القبول ، وهي أنها سيدة الحلول الوسطى ، وأنها تمثل الوسط الذهبي .
