قصيدة : أرباب المعاشات – 4 مايو 2020

قصيدة : أرباب المعاشات – 4 مايو 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (44)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من شعر الهبوط الاضطراري ..
من قصيدة : أرباب المعاشات
يا مصرُ حكمــــك في بنيكِ عجيبُ .. ومصيــــر أمـــرهمو لديك غـريبُ
ترعين خَصـــب شبابهم فإذا غدوا .. شيبـــــاً فمـرعاهم لـديك جديبُ
تُفني الشبيبــة فيك زهرة عمرها .. وجــــزاؤها فـي شيبها التعذيب
يسعى فتـــاك إلى رضـاك وما له .. إلا جفـاؤك في المشــيب نصيبُ
وإذا أتيـــت علــــى قـــواه تـركتِه .. ولــــه من الضعف الأليـم نحـيبُ
تبكي لعجز عميدهم وبعجـزهــم .. عــــن قوتهم ودم العيـون صبيبُ
والعيش مشتعل الغلاء وفقـرهم .. بلـــغ النهــــاية والـزمان عصـيبُ
ما حيلة الشيخ العجوز ونفـــسـه .. تأبى السؤال إذ السـؤالُ معيبُ
ويفضل الموت الزؤام ولا يعيـــــــ .. ـش بالاحتيال والاحتيال مـــريبُ
وإذا ابتغى قرضا لســـــد مجـاعةٍ .. لم يلقــــه بِشـــــــرٌ ولا تـرحيبُ
………..                                                        
* * *
 شاعر القصيدة : أمين خيرت الغندور (1894 – 1964) شاعر سكندري، شغل مناصب إدارية عالية، ورأس تحرير مجلة الموظف ، وترأس رابطة موظفي الحكومة المصرية ، ومن هنا كانت هذه القصيدة القصيرة (15 بيتا) وغيرها من قصائد الشكوى ، التي يعبر فيها عن الطائفة: طائفة الموظفين !
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 15 بيتا . من “بحر الكامل” . وصياغتها بين الشعر والنثر، فالجانب التصويري الواضح يطغى على طابع التخييل ، كما يؤثر – سلباً – على موسيقى القصيدة .
• تصور القصيدة جانب المفارقة بين ما قد يتمتع به الموظف من سلطة ، ومن مصادر المال (مرتب الوظيفة ، وقد تلحقه مصادر أخرى) وهبوط دخل المعاش(التقاعد) ، مع انحسار أو انعدام المصادر الأخرى .
• يذكر العلاّمة الدكتور أحمد أمين – في تقديمه لديوان حافظ إبراهيم – أن هذا الشاعر بعد أن عانى الجوع والحرمان ، فشغل وظيفة مدير دار الكتب ، بمرتب كبير (بقياس زمانه) كان يقول : ليت الحكومة تمنحنا المرتبات الكبيرة ونحن شباب، حيث نستطيع أن نستمتع بها ، فإذا تقدمت بنا السن ، فإن القليل يكفينا !!
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الرابع – ص 626 .

اترك تعليقاً