قصيدة : فيضة التجاني – 27 ابريل 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (42)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من شعر التجليات ..
فيضة التجاني
بحـب الشيــــــخ إبراهيم هيموا .. ففي الأحشاء منه هوى مُليمُ
وكــــونوا تحــــت طـــاعته وأموا .. صراط الختم أحمد واستقيموا
ولا تلفــــوا بســـــاحة غيـــره ما .. بساحتــــــه هــدى لكم مقيمُ
وهيمــــوا فــــي محبتـــه فإني .. أهيــــم بحبــــــه، وبـــه أهيمُ
وفيـــــه وفــــي محبتـــــه فلالا .. تلـوموني، وإن شئتــم فلوموا
فلــــي فــــي حبـــه عهدٌ قديمٌ .. وود فــــي محبتــــــه صميــم
…………
فنفسـي ليس يعلم حين تبلى .. حقيقــــة خبثهــــــا إلا العليـمُ
ولكنـــــي أسلمهـــــــــا إليكـم .. فتصفــــوا عـند ذاك وتستقيمُ
فأنت خليفة الختـــــم التجـاني .. ووارثــــه، وأنت لـــــه الخـديمٌ
بل انت الختمُ عين الخــتم أنتم .. وعينكـــــم هــي الختم العليم
أيا ركني ومعتمـــدي وحصـني .. وأمنـــي يــوم تجتمع الخصوم
أرجـي صحبة لكـم بصـــــــدقٍ .. تقـــارنها المعــــــارف والفهومُ
…………
* * *
شاعر القصيدة : عبدالله الإجيجبي (1905 – 1990) عاش في موريتانيا ، وحج وقصد المغرب والسنغال .
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 36 بيتا . من “بحر الوافر” . من الواضح أنها تنتمي لشعر القرن التاسع عشر في موريتانيا ، كما تكشف عن تغلغل الطرق الصوفية (وخاصة الطريقة التجانية) كما دل عنوان القصيدة .
• عنوان القصيدة (فيضة التجاني) يؤصل الأسس المعرفية لدى الصوفية، فطرق العلم تنحصر في : العقل ، والنقل ، والفيض ، وهذا الأخير هو الذي تعترف به الصوفية . فهو علم لدني ينتقل بالكشف من الذات الإلهية إلى القطب ، ومن القطب إلى مريديه، وهذا النهج المعرفي مرسوم بكثير من الدقة في هذه القصيدة.
• للطرق الصوفية أثر عميق في الحفاظ على التراث الإسلامي/ العربي، زمن سطوة الاستعمار الغربي في البلاد الإسلامية ، وفي هذا السياق حظيت الطريقة التجانية – التي بدأت في المغرب – بآلاف من الأتباع السالكين في المغرب ، وموريتانيا ، والسنغال ، والسودان بخاصة .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثاني عشر – ص 11 .