قصيدة : بين الكهولة والصبا – 6 ابريل 2020

قصيدة : بين الكهولة والصبا – 6 ابريل 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (36)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
شاعر البينيات والمسافات !!
بين الكهولة والصبا
شقيـت بهـا بيـن الكهـــولــــة والصبا .. مـآرب، لمـا أقـــــض منهن مأربا
تقاضيتها عهد الهوى، وقد انطـــــوى .. ومـا زلـت أرجــــو فجرها مترقبا
يهيـم خيـــــالي فـي ذراهـــا مجنحاً .. فيهوي جريحاً في ثراها مخضبا
أرى مسـرح الآمـال أصفـــر خــــاوياً .. وقد كان مخضر الجوانب معشبا
ألـم جـراح القلب فيه علــى الأسى .. مصيـراً، عـداه الكبـــر أن يتعتبــا
ينـوء بهـا صبــــري خيـــــالا معـــذباً .. وتمضـي بـه الأيـــام سيراً مغيبا
وحتـام ؟ لا أدري، ولكنـه خطــــــى .. يواصلها المكفوف أذعــن أم أبى
مضى قدر الساعي إلـى غير غاية .. به، وكفـاه الجهــــل أن يتهيبــــــا
نخوض وحول العيش عبر حضيضة .. ونحلم بالأزهار نــــدراً على الربـا
خيال أجاد الـوهم نسـج خيــــوطه .. شقينا بمــــا أزجـــى إلينا وأعقبا
………..                                                     
* * *
 شاعر القصيدة : حمزة شحاتة (ولد في مكة المكرمة ، وفي ترابها ثوى 1909 – 1972) وهو أديب له حضور في أدب الحجاز .
• هذه القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 21 بيتاً ، وهي من “بحر الطويل” .
• يوحي عنوان القصيدة بالمعنى الزمني في البينية، التي تتقبل الزمان والمكان بحسب ما تضاف إليه . وقد تبدو القصيدة في صورة شكوى الزمان ، غير أن الطابع التهكمي الذي يشع من صورها ، ومعانيها يكشف عن شاعر ساخر يتهكم بمصاعب الحياة ، وهذه علامة قوة ومبادرة ، وليست دليلاً على البرم بالحياة ، أو اليأس منها .
• تكشف القصيدة – عبر بينياتها – عن خاصة نفسية هي التي تدل على طبعه القويم ، فإنه إذ يخوض وحول العيش يحلم بالأزهار الناضرة فوق الربا، ويتولى ما بقي من القصيدة الكشف عن هذا الجانب الخفي من الشخصية الذي يعتنق التسامي الخلقي والإصرار العملي على مجابهة كل أنواع الخيبات المحتملة في الحياة .
• بوجه عام: يمكن القول إن التعبير بالصور المجازية يمثل خاصة واضحة في شعر حمزة شحاتة، وهي صور يغلب عليها طابع الحركة، وهو متضمن في “البينية” بطبيعتها ، حتى وإن كانت عن المكفوف المذعن يتلمس خطاه .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد السابع – ص 160 .

اترك تعليقاً