قصيدة : شمس الأصيل – 5 مارس 2020

قصيدة : شمس الأصيل – 5 مارس 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (27)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
جمال البداوة .. أم جمال البدوية ؟
شمس الأصيل
شمس الأصيل على الوهاد كـأنها .. تبــــرٌ مـــــذابٌ، أو بـرادة عسجدِ
تبـدو اشعتهــــا إذا انعكست على .. شُم الجبال الخضر هضب زبرجدِ
ولقــد رأيـــت شبيههـا زمناً مضى .. بالبيــــد أقطـع فـدفداً فـي فدفدِ
ولتلكُــــم أحلــــى وأقرب عند من .. أنــــس الفَـــلاةَ وعاش غير مُنكدِ
ولكــــل دارٍ زينـــــــه وجمــــــالـه .. فاقصـد إذا مـا شـــئت اية مقصدِ
ولقد مررت على التي تمشي بنا .. سيــــارةٌ عجلــــى ولمـــــا تُـرعدِ
بفتــــاة قـــــوم أمهـــــا رجـلٌ لها .. مـــن فــــوق أقمـر ذي سنـام أيّد
مالـت لتنظـــر مــــن ترى فإذا بنا .. وإذا بهــــا بسمــــت ولمّـــا تقصد
يا حسنهــــا عـــــربيـــةً بـــــدويةً .. كحلــــت نــــــواظرها بحُـر الإثمـد
مـــــرموشة العينيـن ظلل خدها .. هــــدبٌ تصـــــيَّد مهجتـــي بتعمُـدِ
………….                                                      
* * *
 شاعر القصيدة : حمزة العربي ( ولد في المدينة المنورة 1893، وتوفي في عَمان 1962)
• القصيدة في” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 19 بيتاً ، وهي من “بحر الكامل” . وقد اختار المعجم لها عنواناً (شمس الأصيل) ليوجه الاهتمام إلى عناصر الطبيعة، وهذا العنصر ينبسط على مساحة القصيدة، غير أنه لا يمثل جوهر الإبداع الشعري فيها .
• القصيدة ذات توجه انطباعي، ويبدو أن الشاعر كتبها في أعقاب رحلة كان يقصد فيها زيارة بعض المشاهد المقدسة التي سيسفر عنها في ختام القصيدة ، ومن ثم بدأ بوصف الطبيعة ، غير أن وصفه للبدوية أقوى حضوراً على الرغم من ذكره أنه شاهدها أو شاهدته وهو عابر في سيارة .
• القصيدة التي بدأت بوصف الطبيعة، وتوسطها وصف البدوية ، انتهت بمدح آل المصطفى ، وإغراء قارئ القصيدة بالتزام ما ذكر في الأبيات الثلاثة الختامية:
واسأل لآل المصطفى شرف الوفا نـزلا بلطـف المالك المتوحدِ
بجـوار أحمـد والبتـول وحيدر وينو البتولِ بهم يزول تسهدي
صلـى الإلـه عليهمُ أبـداً وما طيـرٌ تغـرد فوق غصنٍ أملدِ
• هذه النقلات الثلاث، تكشف عن المستقر والعابر في وجدان الشاعر .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد السابع – ص150 .

اترك تعليقاً