وارحمتا للضاد – 24 فبراير 2020

وارحمتا للضاد – 24 فبراير 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (24)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
في معبد العربية ..
وارحمتا للضاد
قـل لي: أفـي ذاك الصُداح عـزائي .. أم كان فيـه تفجعي وشقائي ؟
هل أنت تصـدح في الخمائل والـرُّبا .. عن غبطة أم عن أسى ورثــاء؟
بالله هـل فـي صـوتك الفتـان مـــن .. سلوى إلى الغرباء والبؤسـاء ؟
فعسى بشـدوك أن أهـوّن محنتي .. فيـــذوق جفنـي نشوة الإغفاءِ
إنـــي كمثـــلك يـــا هــــــزار متيـمٌ .. لا عـن غنــــى كلا ! ولا حسناء
هيهــــات لا أهــــــوى تمـوه دميـةٍ .. أبــــداً ولا أهـــوى نعيــــم فناء
وأنـا كمثـــــلك أحسن التشبيب لـ .. كنـي نبـذت سفاسف الخلعــاءِ
فتـركت ذاك لمعشـر قـد أولعُــــوا .. وتشبثـــوا بمطــــــارف الأهواءِ
حسبـوا السعـادة في فتاة موهتْ .. ومطارف قُشـبٍ وفي الصهباءِ
…………..                                                        
* * *
 شاعر القصيدة : علي الزواق (الجزائر – كان حيا1947 ) .
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” ، في خمسة وعشرين بيتاً ، وهي من “بحر الكامل” ، وكما هو واضح فيما سجلنا – كما في باقي أبياتها – يخاطب الهَزار (ذلك الطائر الصغير المغرد الحر، إذ يستوطن الغابات)، أو يناجيه ، متألماً لما تتعرض له اللغة العربية من محاولات التهجين ، والتنكر .
• آثرنا هذه القصيدة ، ويضم المعجم أكثر من خمسة عشر قصيدة تشاركها موضوعها، وعمدتها في هذا الاتجاه ، قصيدة (حافظ إبراهيم) المشهورة ، والمسجلة بالمعجم كذلك، ويمكن أن تجرى دراسة موازنة فنية، وتاريخية ، ولغوية بين هذه القصائد ، في المستوى الأكاديمي.
• فضلنا ما جادت به قريحة الشاعر الجزائري، لخصوصية ما تعرضت اللغة العربية في الجزائر من تضييق ومطاردة وإنكار لعشرات السنين من التاريخ الاستعماري في الجزائر . من هنا تكتسب القصيدة خصوصية (تاريخية) ليست لغيرها .
• ربما أخذ الشاعر من قصيدة حافظ إبراهيم إسهام الصحافة في تهجين اللغة العربية والاستهانة بها ، وإن كان يعتمد على واقعه الخاص .
• في أعقاب إعلان استقلال الجزائر ، نشطت حركة التعريب بدءاً من المدارس الابتدائية ، ومع هذا لا تزال اللغة الفرنسية تجد من ينتصر لها في الجزائر ، حتى قال أحدهم : “إن اللغة الفرنسية هي غنيمتنا من فرنسا، ولن نتنازل عنها” !! عبارة تستحق التفكير وإعادة التقويم !!
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الثالث عشر – ص342 .

اترك تعليقاً