قصيدة : مصرع ديك – 14 يناير 2020

قصيدة : مصرع ديك – 14 يناير 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (12)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الديك : الحقيقة … والرمز !
مصـــرع ديـــك
رأى شفـرة السكـــيـن كــــالبـرق تلمعُ .. فكــــانت نـــــذيراً أن دنــــا منه مصرعُ
غـدا مشــــرئب الجــــيد قـد شد عُرفه .. وأرهــــف أذنيــــــه كمـــــن يتسمــــعُ
وعينــــاه تـــــرنو فـــــي ذهـولٍ كـأنما .. أحـــــــس بمـــــا يجــــري، ومـا يتوقعُ
ومـــن فيــــه دوت صـــرخة خلـتُ قلبه .. تكـــــاد بهـــــا مــــن بين جنبيـه يُخلعُ
ولمـــــا رأى أن لا مفــــــر مـــن الردى .. وأيقــــــن أن المـــــــوتَ لابـــــدَ واقـعُ
أراد فِكــــاكـــاً مــــن بــــــراثـن قبضـةٍ .. أحــــاطتــــه لا تُــــــرخى ولا تتـزعـزعُ
هنا استسلم المسكين للموت خاضعاً .. ومن لم يجــــد بُـــدا من المـوت يخضعُ
وخُيـل لــــي والنصــــــل فــوق وريده .. كـأنــــي أرى عينيـــــــه تبكـي وتدمعُ
وأنــــي أرى فـــــي مقلتيـــه تضــرعاً .. إلـيَّ، ويـــــرجــــو أن يفـــــيد التضـرعُ
ومنْ من جميع الناس يرضى شفــاعةً .. لـديك ، إذا مـــا رحـــــت أرجو وأشفعُ
وما في قلـوب النـاسُ للناس رحمــــةٌ .. فهل في قلوب الناس للديك مطمعُ ؟!
…………                                               
* * *
 شاعر القصيدة : سيد أحمد رضوان (محافظة الشرقية – مصر 1906 – 1991)
• الشاعر من أصول ريفية، وتخرج في جامعة القاهرة، ويغلب على الظن أن هذا المشهد أحد مقتنيات الذاكرة، من زمنه الريفي. وبصفة عامة : الكتابة عن الحيوان من منظور الملاحظة، أو التحدث إليه من منطلق الحوار، له جذوره في التراث الشرقي (الهند والفرس والعرب).
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في عشرين بيتاً، تحت العنوان المذكور، وهي من (بحر الطويل)، وهو بحر رصين ومشبع وجاد، بما يعني أن إيثار الشاعر له لا يخلو من غرابة .
• القصيدة ذات طابع وصفي مشهدي، رويت بضمير المتكلم، وتتكشف عن مشاعر إنسانية متجاوبة، ففيها تعبيرات مثل: وخيل لي – وإني أرى في مقلتيه – وريع فؤادي…إلخ ، بما يؤكد حالة الامتزاج ، كما يصف ذابح الديك بأنه جلاد.
• للديك حضور تراثي وعصري متعدد: لإبراهيم طوقان قصيدة بعنوان :”الحبشي الذبيح” والحبشي هو ما نطلق عليه في مصر(الديك الرومي)، ولعبد العزيز السريع – الكاتب المسرحي الكويتي الجهير- مسرحية بعنوان :”ضاع الديك”، وهناك قصة قصيرة عالمية بعنوان :”اصطياد الديك البري” للكاتب فرانتس ساليشكي فينيجار – من سلوفينيا، وكان هذا العنوان كلمة السر فيما دبرته إسرائيل وحلفاؤها للإيقاع بعبد الناصر، فيما عُرف بنكسة يونيو !
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الثامن – ص723.

اترك تعليقاً