قصيدة : أقول .. ويكون الذهول
الموضوع
أقول .. ويكون الذهول
قصيدة الشاعرة سعدية مفرح
د. محمد حسن عبدالله وحشة زمني الأول وألفة زمني الأخير وبينهما قصيدة أرهقت زمني في اكتماله منذ نشرها الأول على يديك ( هل تذكر ؟ ) وحتى تحققها الآن وموضوعها أنت .. فأي زمن ؟ وأي قصيدة ؟
بين وحشتنا في المكان
وائتلاف الزمان بنا
ينتمي بشر في المكان البعيد لنا ..
للذي بيننا
تفيء غواياتهم للسكينة قسرا
تهتدي بالسكون المهيمن فرضا
ترتوي بقصيد يكون
ولكنه لا يكون !!
* * *
يجيئون من كل فج عميق
لواد سحيق
بما لا يؤبن فينا البقاء
يجترحون المكان ويقترحون الزمان
إلى أن يقولوا ……
* * *
نحتمي بالبعيد الحليم
إذ يطل علينا من ثنايا القصيد القديم
فنفرش أوراقنا وننظر ..
حيث يقول المعلم مستنزلا في قاعة الدرس
غيم البلاد العصية :
قولوا .. فتنبو تباريحنا
يقول المعلم محتدما بالهزيمة : قولوا ..
فتدنو تواريخنا من غياب أكيد
ويجيء البعيد .. تستقر الطيور بأعشاشها
في سموات الضياع
تستفز عناوينها لافتات القبور
ونكون الحضور
نجيء فرادى ..
فرادى ..
تلاميذ حبر يسيل
ودمع يسيل
على هامش من خليج جليل جليل
ولكنه لا يسيل !!
نجيء فرادى
نغادر تاريخنا بصحارى الظنون
نخجل منه
ونبحث عما يصير لنا في المدينة عنه
حتى يجيء المعلم ..
هذا المعلم ..
هذا المعلم بالذات ..
شعرا ونثرا ووجدا جميلا وحزنا نبيلا ومسرح
حب وضحك ونقد ، لكي لا يقال لنا ما لا يقال ، وذاكرة للحكايا وإغماضة عين ، عما نحاول إخفاءه بين المقاعد طورا وبين الدفاتر طورا وداخل هذي القلوب الفتية من حب طورا ….
يقول المعلم مصطفيا بعضنا للبهاء
ومجتبيا بعضنا في سبيل سواء
ومغتنما بعضنا لاكتمال قصيد جديد
من أجل هذي البلاد العصية :
قولوا …
* * *
ينبش هذا المعلم بالذات
بذر الكلام بقلبي الشقي
يصالحني والبلاد التي أرهقت حلمي زمنا
أقول …
فيكبر فيّ الكلام
راية من بهاء وعيد
شرفة من قصيد جديد
يسيجها باخضرار الرؤى
أكتب ” تائي المربوطة “* بتاريخ جوعي
فيطلقها في فضاء البقاء احتمالا
ويقول : قولي …
أقول …
فتنجو تفاصيل قلبي
أقول فأنجو
أقول ..
أقول ..
أقول ..
ويكون الذهول …!!!
[ نشرت في دراسة وتكريم بعنوان ( أمانة القلم ) – فبراير 2008 ]
* ” التاء المربوطة ” عنوان أول قصيدة منشورة وقد نشرها د . محمد حسن عبدالله في مجلة البيان الكويتية دون علمي مفاجأة وتشجيعا لي .