تنطوي ذاكرتي على جوانب مميزة لشخص الجارم ، اكثر مما ينطوي على معرفة بشعره، فقد كان يقرأ شعر شوقي في المحافل ، وتوفي في احتفالية خاصة ، في حين كان ابنه يقرأ قصيدة من شعره . وفي زمن ثورة يوليو 1952 رفع شعره من الكتب المدرسية ؛ إذ كان محسوبا على عصر الملكية، لكثرة تصيد المناسبات (الملكية) لمديح الأسرة العلوية ، كباراً وحتى أطفالاً .
غير أن هيئة قصور الثقافة حين قررت الاحتفال بذكراه ، نبهتنا إلى أن وراء قصائده شاعر حقيقي ، حتى وإن استغرقه فن المدائح .
من ثم آثرت أن يكون مدخلي إلى شعره مبحث الصورة الفنية ، و(الصورة) جوهر الشعر ، وأداة الكشف عن قدرات الشاعر . وهكذا أعدت قراءة دواوينه ، متحرراً من مدائحه ، محاولا اكتشاف خصوصية الصورة الفنية [ المجازية ، والتشبيهية ، والصورة المرسومة بالكلمات ] في شعره ، كاشفا عن الفروق بين الصور في قصائد المعارضة لبعض القصائد التراثية ، والقصائد المتحررة من المناسبة ، ومن النموذج المسبق .
صدرت طبعته عن سلسلة كتابات نقدية – الهيئة العامة لقصور الثقافة – 1999 . من (200 صفحة) .