العنـوان : الريف في القصة المصرية من مستهل هذا القرن حتى سنة 1962 – 1 مايو 2017
بطاقة الكتاب الرابع
العنـــــــــــوان : الريف في القصة المصرية من مستهل هذا القرن حتى سنة 1962
النشـــــــــــــر : هذا الكتاب هو رسالة الماجستير ، وقد نوقشت ولكنني لم أعمل على نشرها
عدد الصفحات : 400 صفحة فولسكاب .
حول التجربة
المقصود بـ ( هذا القرن ) في العنوان هو القرن العشرين بالطبع ، أما الحد الزمني النهائي فيدل على سنة تسجيل رسالة الماجستير ( كلية دار العلوم – جامعة القاهرة ) وهذا التتابع الزمني يعني شدة احترام الوقت ، فبمجرد الحصول على الليسانس انتظمت في دراسة السنة التمهيدية ، وبمجرد النجاح فيها سجلت الرسالة ، وسافرت إلى الكويت للعمل !!
هذا العنوان عن الريف كان يجذبني إليه عاملان : الأول : تأثري بصداقة ومودة الأستاذ محمد عبد الحليم عبدالله ، الذي توثقت علاقتي به ، حين كنت أراسله من المنصورة ، ثم لقيته ، فازدادت الثقة المتبادلة . وأكثر روايات عبد الحليم عبدالله يولد أبطالها في الريف ، ثم يمارسون حياتهم في المدينة الإقليمية ، أو في القاهرة . هكذا نجد في روايات : لقيطة – بعد الغروب – شجرة اللبلاب – الجنة العذراء – من أجل ولدي … إلخ . فهذا ملمح مؤثر ويصعب تجاوزه . أما العامل الآخر ، فلأن هذه المرحلة ذاتها شهدت صدور ثلاث روايات تجري في الريف ، كانت تعد – وربما لا تزال – نموذجا متميزاً في الطرح الفكري والتشكيل الفني على السواء ، وهي : رواية ” الأرض ” لعبد الرحمن الشرقاوي ، ورواية ” الجبل” لفتحي غانم ، ورواية ” الحرام ” ليوسف إدريس ، وكنت أرى ولا أزال أن هذه الروايات الثلاث جديرة بأن تصنع رسالة ناجحة ( إذا كان الدارس على قدر من الوعي بالقيم الجمالية والموضوعية بالنسبة لهذا النوع من الروايات ) .
اكتملت الدراسة بعد عامين تقريبا ، وكان مشرفي رئيس قسم الدراسات الأدبية ( المخيف ) عمر الدسوقي ، المشهور عند جيلنا ، ومن قبلنا بأن نتيجة مادته في الكلية هي الحاكمة لنسبة النجاح العامة . وقد شكل لجنة الحكم من الدكتور : أحمد الحوفي – الأستاذ بالكلية ، والدكتور عبد القادر القط – الأستاذ بآداب عين شمس . وحضر المناقشة : صديقي وأستاذي محمد عبد الحليم عبدالله ، وقد استمرت أكثر من ساعتين ، وحصلت بعدها على درجة ممتاز ، على الرغم من المآخذ الفنية ، وحتى اللغوية التي أبديت على نسخة الأطروحة ، ولعل هذا كان سببا في أنني لم أكن شديد الاقتناع بالدرجة التي حصلت عليها ، ونسبتها إلى “النسبية” بمعنى أن ما كتبته يعد متميزا بالنسبة لقرنائي في الكلية ذاتها ، وليس على الإطلاق ، فلم أتحمس للنشر ، أو لعل وجودي في الكويت جعلني غير قادر على التواصل مع جهات النشر ، ومتابعة الاهتمام بالموضوع .
مما ترتب على هذا الموضوع أن بدأت درجة إعجابي بما يكتب عبد الحليم عبدالله تتراجع مع اتجاهي إلى متابعة نجيب محفوظ ، ويوسف إدريس ، وإن بقيت المحبة بيننا مستمرة إلى يوم رحيله في ذلك اليوم القائظ من شهر يونيو 1970 . أما رواية ” الجبل ” التي سحرتني حين قراءتها الأولى ، والكتابة عنها ، كما لم تسحرني رواية أخرى ، فإن وزني لها اختلف كثيرا لدرجة أنني حين التقيت فتحي غانم ، وكان في ضيافة الكويت ، وفي جلسة مستريحة داعبته قائلا : لقد خدعتنا قديما برواية الجبل ، فقد احتجت إلى سنوات لأكتشف أنها تدافع عن التخلف والبدائية في مقابل التقدم والمعاصرة !! فأجاب ضاحكا : إنت لسه فاكر ؟ ذاك زمان آخر !!
من الطريف أنني لا أملك الآن ولو نسخة بالكربون من نص الماجستير ، فإذا كان ولابد من إعادة بعثها فسيكون ذلك عن طريق النسخة المودعة بمكتبة دار العلوم ، أو بمكتبة جامعة القاهرة . أما آخر طرائف هذه الرسالة في موضوعها القريب البعيد ، فقد اكتشفت وأنا أراجع وثائق تعيين الدكتور مصطفى الضبع ، بدار علوم الفيوم ، اكتشفت أنه حصل على الماجستير في نفس الموضوع ، وبنفس العنوان تقريبا ، ولم أجد في مراجعه أي ذكر لرسالتي التي سبقته بربع قرن !!