جبل التوباد ( الصورة الأصلية ) – 8 نوفمبر 2018

جبل التوباد ( الصورة الأصلية ) – 8 نوفمبر 2018

1- اللؤلؤة : جبل التوباد (الصورة الأصلية)
وأجهشــــت للتـــــوباد حـين رأيتـه * وكبـــر للــــرحمــن حــــين رآنـي
وأذريـتُ دمـع العـين لمـــا عــرفتـه * ونـادى بأعلــى صـــوته فــدعاني
فقلت له : قـد كـان حــولك جيــــرةٌ * وعهــدي بـــذاك الصرم منذ زمانِ
فقال : مضوا واستودعوني بلادهم * ومن ذا الذي يبقى على الحدثانِ
وإني لأبكي اليوم من حــذري غـداً * فــــراقـــك والحيــــان مجتمعــان
سجـــالا ، وتهتاناً ، ووبلاً ، وديمـــةً * وسحــــاًّ ، وتسجـــاماً إلى هملانِ
2- المحارة :
-هذه الأبيات الستة (اللؤلؤة) من شعر قيس بن الملوح (مجنون ليلى) ، قالها – في رواية “الأغاني” في بعض مراحل شروده الصحراوي ، حين شاهد (جبل التوباد) فاستدعى إلى ذاكرته أيام كان فتى يرعى غنم أهله من بني عامر ، وكانت ليلى (العامرية) فتاة بريئة تشاركه الرعي واللعب ، بدافع القرابة والصحبة ، وتداني المرحلة السنية . أما الآن فلم يبق من ذلك الزمن غير الذكريات .
-في الأبيات الستة يتجلى فن الشعر في أبهى صوره ، وأدقها ، على الرغم من محدودية عدد الأبيات ، فحين رأى الجبل أجهش ، فلما قاربه ، وأيقن بمعرفته ، أذرى الدمع ، وتحدث إلى الجبل ، فتحدث الجبل مكبراً ، شأن من وجد عزيزاً افتقده لزمن .
-ثم جرى الحوار تشخيصاً بين العاشق والجبل (العاشق بدوره) ، فسأله قيس عن جيرته القديمة ، وليس مثل الطبيعة قدرة على رصد أفاعيل الزمن ، وما يلحق الناس من متغيرات .
-ويحمل البيت الخامس إشكالية أن يكون المتكلم به قيس ، أو الجبل نفسه ، تشخيصاً لحالة قيس ، على أنه يعبر عن مخاوفه المستقبلية ، فيبكي منذ الآن بكل درجات البكاء ، صعوداً وتراجعاً حسب مستويات الحالة النفسية .
-الأبيات من بحر الطويل ، أقوى بحور الشعر العربي تقبلا للعواطف العميقة ، والبناء اللغوي المتين .
3- الهيــر :
-” اللؤلؤة من كتاب “الأغاني” لأبي الفرج الأصفهاني – الجزء الثاني – مصور عن طبعة دار الكتب المصرية – 1963 – ص 53 ، مع اختلاف محدود في ديوان مجنون ليلى – تحقيق عبد الستار فراج – مكتبة مصر .

اترك تعليقاً